سامي على طريقة آل الشيخ
حتى وإن كان الفريق الأول لكرة القدم يقترب من حسم لقب الدوري لمصلحته، للمرة الثانية على التوالي، لا تبدو الأمور مستقرة في النادي العاصمي الكبير وزعيمها الوحيد، وسط أنباء متواترة على رحيل وشيك لرئيس النادي الأمير نواف بن سعد، مع نهاية المشاركات الكروية للفريق الأول.
ورغم أن استقالة الأمير نواف بن سعد مازالت مجرد أخبار متناثرة، تزداد تارة وتخف أخرى، ولا ترتقي إلى درجة اليقين، إلا أنها تظل في واقع الأمر أخبارًا مؤسفة بالنسبة للهلاليين الذين يعرفون حجم الخسارة الفادحة برحيل رئيس بحجم نواف بن سعد، الذي ورغم أنني لست على وفاق تام على عمل إدارته، خصوصًا في هذا الموسم "المتقلب". إلا أنه يظل رئيسًا ذهبيًّا من الصعب تعويضه في هذه المرحلة، وسط هروب عدد من الشخصيات، ورفضها التصدي لمهمة الرئاسة في الأندية كبيرها وصغيرها، وهذا واقع لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه.
اللافت، ليس الحديث عن توديع الأمير نواف بن سعد لكرسي الرئاسة في نادي الهلال، وإنما ما رشح من أخبار حول تكليف وشيك لمهاجم وهداف الهلال السابق ونجمه الأسطوري سامي الجابر، للتصدي لهذه المهمة وتربعه على الكرسي الخطير في الزعيم.
وهي أخبار إن صدقت فهي بلا شك لا تحمل نبأً ساراً، لا للهلال ولا أنصاره، وستدخل النادي في دوامة من الصراعات والمشاكل، ولربما تشعل النيران والحرائق التي يصعب إطفاؤها في المستقبل، ولا أبالغ إن جزمت أنها ستجعل الزعيم يواجه مصيرًا مجهولاً.
هذا الرأي لا يعني تقليلاً من سامي الجابر، ولا رفضًا لجلوسه على الكرسي الرئاسي في النادي الكبير، ولكن ولأنني أعرف ما قد يسببه هذا الأمر إن حدث بالفعل من انقسامات خطيرة داخل الكيان الكبير، لن يكون الخاسر فيها سوى الهلال وجماهيره ومعهم سامي الجابر أيضًا.
و"التكليف" إن أصبح واقعًا ـ وهذا ما أخشاه ـ سيكون صورة طبق الأصل وسيعيد المشهد نفسه الذي سبق أن واجهه رئيس نادي الشباب طلال آل الشيخ، بعد أن رفضه كبار الشبابيين وعلية القوم فيهم، وقذفت به خارج أسوار النادي، في مدد وجيزة لم تتعدَّ أسابيع، وهو نفس المصير الذي يهدد الجابر في حال قبوله المهمة.
ولا أظن أن متابعًا واحدًا للمشهد الهلالي يستطيع أن ينسى أو يتناسى ما تعرض له سامي الجابر من معارضة وحرب شعواء حينما كان مدربًا للزعيم؛ فما بالكم وهو رئيس عليهم بالفرض.
بقي أن أشير إلى أن سامي لا بد أن يحدد مساره بالضبط.. هل يرغب أن يكون مدربًا حقيقيًّا أم أن أهواءه ستتقاذفه ما بين مدرب وأخرى إداري؟ هو من سيحدد.