نكتة.. عزل دياز
هل كان دخول تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، على خط "الهلال ـ دياز"، مبررًا كافيًا لمثل ذلك الانقسام الحاد بين الهلاليين أنفسهم، في أعقاب قرار الإطاحة بالعجوز الأرجنتيني بعد الخسارة من استقلال طهران في الجولة الثانية من دوري المجموعات في دوري أبطال آسيا.
أم أن ذلك مجرد زوبعة مفتعلة معروفة الأهداف والمقاصد، ومحركها الوحيد معرفات وهمية.
وفي الواقع لم تكن تغريدة تركي آل الشيخ التي أطلقها في مباراة استقلال طهران والهلال السعودي، وعبر من خلالها عن شكه من أن المدرب دياز يرغب في الاستمرار في مهمته التدريبية، ما هو إلا تعبير صادق شاطره فيه غالبية الهلاليين الذين تابعوا منتظرين وأيديهم على قلوبهم على أي وضع مأساوي، سيكون عليه الزعيم تحت قيادة العجوز الأرجنتيني.
وسبق أن كتبت هنا في "الرياضية" أن المدرب دياز الذي أعطى الجمل بما حمل لابنه ووريثه في عرش التدريب إيميليانو، وحول الهلال وكأنه جزء من ممتلكاته الشخصية أنه يقود الهلال إلى الهاوية بتخبطاته وعناده الذي لا ينتهي أبدًا.
وحدث بالفعل ما توقعته تمامًا، وأصبح الزعيم فريقًا متهالكًا لا يقوى على مقارعة الخصوم؛ فقد شخصيته كفريق بطل غادر المنافسة مبكرًا من البطولة الأغلى، على يد فريق يصارع على البقاء في الدوري، دخل في نزيف نقطي حاد أفقده توازنه، وفتح شهية الوصيف للاقتراب منه أكثر؛ تمهيدًا لإزاحته من صدارة الدوري.
كل هذه الأشياء كان يجب أن تكون مسوغات وجيهة ومعتبرة لعزل المدرب وإبعاده عن تدريب الهلال، لا أن يحدث العكس.
ولم يكن هاشتاق إعادة دياز لتدريب الهلال من جديد سوى نكتة "بايخة"، لا تجلب الضحك.
ورغم البيانات الهلالية والتسريبات المتكررة، التي كانت كافية لمن أراد أن يعرف الحقيقة ويقف على ملابسات الإقالة المتوقع الآن، وهذا لا يمنع من القول بتحمل الإدارة الهلالية المسؤولية كاملة على تأخرها في إصدار مثل هذه القرارات؛ حفاظًا على مكتسبات الفريق الأول لكرة القدم، والإبقاء على حظوظه كما هي في خطف لقب بطولة الدوري للمرة الثانية على التوالي.
ولن تكون عودة مدرب اللياقة "الفارو فيليب"، وإسناد مهمة تدريب الفريق إلى خوان براون، إلا مجرد خطوات ترقيعية عاجلة، تدفع بها إدارة الهلال للتخلص من المشاكل التي أحدثها العجوز وابنه في جسد الفريق هذا الموسم.
بقي أن أشير إلى صواب إبعاد دياز في هذه المرحلة حتى لو جاء بتأثيرات خارجة عن البيت الهلالي.. كذلك أمر لا يهم.