المسكوت عنه في الهلال
حالة من التململ تعيشها الجماهير الهلالية تجاه وضعية الفريق الأول لكرة القدم، الذي بات في صورة مهزوزة في نظر محبيه، أو لنَقـُل بشكل أدق أصبح فريقًا قابلاً للكسر.
ربما عجلت خسارة النهائي الآسيوي والتعادل الأخير في الدوري السعودي مع الفريق "الضعيف" الفتح، في توسيع رقعة الاستياء الجماهيري الهلالي، وارتفاع وتيرة الانتقادات طالت كل من له صلة بالفريق الهلالي، وإن كانت منصبة على وجه الخصوص نحو الإدارة الهلالية ومدرب الفريق الأرجنتيني رامون دياز، وهما من يتحمل وزر وضع الفريق، والمرشح للسوء أكثر وأكثر، "وليال العيد تبان من عصاريها".
وما كان مسكوتًا عنه في الهلال، ويعتبر من الملفات المحظورة، لم يعد الحال كذلك الآن.
وأعتقد أنه لا مجال للمراوغة في أن إدارة الهلال وقعت بأخطاء فادحة، اشتركت في كثير منها مع المدرب رامون دياز، وانفردت وحدها في أحايين أخرى.
ولا أحد غير إدارة الأمير نواف بن سعد يتحمل ثمن مجاملة تجديد التعاقد مع "عديمي الفائدة" المهاجم ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب، حيث كان من الأولى مساعدتهما، أي الثنائي القحطاني والشلهوب على أنفسهما، ومنحهما خطاب شكر مع وعد بإقامة حفل اعتزال، يكون موعده محددًا في وقتٍ ما، أو يكون معلقًا حتى إشعار آخر، فهذا الشيء أمر لا يهم الجماهير التي تبحث عن البطولات، ولا شيء غيرها.
ولا أظن أن الهلاليين سعداء وهم يرون عقودًا توقع مع لاعبين لا يقدمون أي جدوى فنية، وأصبح تواجدهما مع الفريق بمثابة نزهة ورحلات سياحية لا أقل ولا أكثر.
ولعل إصابة "السوبر" البرازيلي كارلوس إدواردو كشف أمورًا غير سارة للهلاليين، وهم يرون فريقهم قليل حيلة في العديد من المباريات التي خاضها مؤخرًا، خاصة في ظل "عباطة" رامون دياز وتخبيصاته، ورفضه إتاحة الفرصة للمهاجم مختار فلاتة، وهو التعاقد الذي كانت تعتبره الإدارة صفقة ناجحة ونصرًا كبيرًا في حينه.
قد يكون الأمر منطقيًّا ووجهة نظر فنية يجب أن تحترم للمدرب رامون دياز، ولكنها لن تكون كذلك وهو صاحب قرار مشاركة المهاجم الأضحوكة الأوروجوياني ماتياس بريتوس، وحاول فرضه على الفريق لدرجة أنه هدد بالرحيل، وترك الفريق احتجاجًا على صيحات استهجان أطلقتها الجماهير نحو لاعبه المفضل، الذي فشل في كل الاختبارات ولم يترك فرصة واحدة لإنقاذه، لا لدياز ولا غيره، حتى لو أجمع عليه كل مدربي العالم وليس دياز وحده، فلن يصنع شيئًا ولن تتبدل الأحوال، "والجواب باين من عنوانه".
بقي أن أشير إلى أن أخطاء الإدارة والمدرب، لا تعني تحميلهما على المطلق كل ما يحدث للفريق، وهناك العديد من المشاكل والاهتزازات التي أضرت بالفريق، وعلى رأسها الظهير الدولي ياسر الشهراني الذي صبرت عليه الجماهير الهلالية، ومن الواضح أنه غير مكترث ولا يسعى إلى تطوير نفسه، فالركض وحده لا يصنع لاعبًا مميزًا.. وأهمس في أذن ياسر الشهراني: "حاسب نفسك قبل أن تحاسب".