دورة الخليج من جديد
قرار ذكي اتخذه الاتحاد السعودي بعدم المشاركة بالمنتخب الأول، الذي تأهل إلى كأس العالم في دورة الخليج الأسبوع المقبل.
فبطولة الخليج صعبة جدا، لأنها لا تعتمد فقط على العوامل الفنية، بل تحسمها الجوانب النفسية المعنوية. وهو ما جعل المنتخب السعودي يتأهل إلى كأس العالم أكثر مما حقق دورة الخليج.
ما لا تريده قبل كأس العالم أن ترهق منتخبك الأول بمعارك جانبية تجعله يصل افتتاح كأس العالم وهو ينزف.
لو شاركنا بالمنتخب الأول وخسرنا البطولة لكان مستقبل المدرب على المحك وبدأت المطالبة بتجديد دماء المنتخب.
فالمنتخبات الخليجية التي ستواجه الصقور الخضر في البطولة ستقاتل من أجل إثبات أنها لا تقل عن المتأهل إلى كأس العالم، بينما المنتخب السعودي لا يملك ما يثبته في هذه البطولة، فلا إثبات أكثر من التأهل إلى كأس العالم.
كما أن المنتخبات التي تستعد إلى كأس العالم تحرص على تجنب اللعب مع منتخبات لم تتأهل لأسباب عديدة، منها أن غير المتأهل قد يلعب بخشونة كبيرة لإيقاف خطورة المنتخب الآخر، خاصة أنه لا يوجد ما ينتظره الصيف المقبل.
اختيار اللاعبين المشاركين في دورة الخليج قد يبدو للوهلة الأولى عشوائياً، ولكن بعد النظر بعمق نجد أن الأسماء تنقسم إلى ثلاثة أقسام واضحة. نجوم لها اسم كبير ولكنها لم تجد الفرصة للمشاركة مع أنديتها بشكل مستمر مثل أحمد الفريدي وخالد كعبي ومحمد كنو وسلمان المؤشر ومختار فلاته.
القسم الثاني هم لاعبون يشاركون مع أنديتهم بشكل مستمر ولكنهم بحاجة لإثبات أنهم قادرون على اللعب في كأس العالم مثل عساف القرني وعبد الرحمن العبيد وهزاع الهزاع ونوح الموسى وغيرهم.
أما المجموعة الثالثة فتتكون من المواهب الجديدة التي تم اكتشافها حديثاً وتحتاج للفرصة لتقديم نفسها وإثبات وجودها مثل عبد القدوس عطية وسالم علي وجابر عيسي وغيرهم.
مزيج متفرد من اللاعبين يجعلني أتفاءل بتقديم مستوى مميز للمنتخب في هذه البطولة. فالمنتخب يلعب بدون ضغوط تذكر، واللاعبون سيبذلون ما يستطيعون لإثبات قدراتهم وموهبتهم. قلة الضغوط وحدها تجعلني أرشح المنتخب السعودي للمنافسة على الكأس.