2017-10-07 | 04:34 مقالات

‏قيادة وتحرّش!

مشاركة الخبر      

 

 

ـ تعالوا نحسبها، أو "خَلّكم" في مكانكم، حلفتُ عليكم لا أحد يقوم من محلّه، أنا سآتي إليكم، ونحسبها: هل ما حدث انتصار فعلاً لليبراليّة على الإسلاميّة؟!.

 

ـ في مواقع التواصل، تكاد تكون المسألة بين طرفين: ليبرالي منتصر، وملتزم ديني مهزوم، والحديث عن السماح للمرأة بالقيادة، وكذلك قانون التحرّش!.

 

ـ أجد نفسي، وأرى كثيرين مثلي وأحق مني، بالجلوس في خانة الملتزم الديني، على الأقل أريد ذلك وأسعى إليه وأتشرف به، بالرغم من ذلك، بل بسببه، أشعر بسعادة، وانتصار، لمثل هذه القرارات الحكومية الشجاعة وهي طبيعية أيضاً، والجسورة وهي منطقية أيضاً!.

 

ـ المُنتصر على المستوى البشري هو الإنسان، وعلى المستوى الفكري هو الإسلام!، ما حدث وما سيحدث بإذن الله، هو انتصار للشريعة السمحاء، للإسلام قبل أن يتم تعليبه في أكياس وقوارير خوف وتشكك وفهم ضيق ووجهة نظر ما أن وجدت الفرصة حتى قامت بنفي وإقصاء كل ما عداها، معتبرةً أن ما عداها: عاداها!.

 

ـ ليس في الأمر هزيمة لأحد، الجميع انتصر، الخاسر الوحيد هو المتطرّف الإقصائيّ، وهذا عالة على الشريعة، والإسلام بريء منه، على الأقل بريء من فهمه، تحديداً: بريء من اعتباره الفهم الوحيد، أو المُلزِم بالضرورة!.

 

ـ وماذا عن الليبراليّة؟!، هي في فضائها الواسع، وقبل أن تُسحب لأهواء وهوايات وهاويات، حريّة الفرد والمجتمع في الفكر والتصرّف، بما يضمن الأمن ويحقق المصالح المُرسلة، وهي بالتالي من الإسلام وفيه، يتضمنها ويشير إليها دائماً، ومع أوّل تطرّف ضد التطرّف، تتكشف مقدرة الإسلام، أكثر من أي دين آخر، على احتواء أمور الاختلاف ومنح الحريّات والمناداة بالتفكير والتدبّر، والتأكيد على مصالح الناس وإعمار الحياة، وبث الخير فيها بأقصى قدر من الخصوبة!.

 

ـ أين الحرام الذي نجحت الليبراليّة في جعله حلالاً؟!، وأين الحلال الليبرالي الذي حرّمه الدين بنص صحيح صريح؟!.

 

ـ بحسبة بسيطة: نحن جميعاً انتصرنا أيها السادة. تهانينا!.

 

ـ نعم، هناك بيننا منتصر يظن أنه مهزوم!، الوقت كفيل بتبيان الحقيقة لمثل هؤلاء الأحبة، وإلى أن يحين ذلك الوقت، فليس من الشّيمة في شيء النظر إليهم بازدراء، وتغذيتهم بإحساس الهزيمة، فإن كانوا هم يمتلكون إحساساً بها فهو إحساس خاطئ، لكن إنْ نحن امتلكنا تجاههم نفس الإحساس، فإن ما نمتلكه ونقدّمه إحساس كاذب!،..

 

ـ والخطأ،أعزّ شأناً وأكثر كرامة وأحسن خُلُقاً، من الكذب!.

 

ـ وسلامتكم!.