الزعيم!
هل يستحق عادل إمام كل هذه الاحتفاءات المجيدة به؟!، جوابي: نعم، لكن لنبدأ من سؤال أقل درجة: هل امتلك عادل إمام موهبة مُتفوِّقة على بقية الممثلين في مصر، جوابي على هذا السؤال: لا!.
ـ الموهبة مهمٌة، لكنها ليست كل شيء، أو على الأقل، لا يمكن لموهبة أنْ تحلّق عالياً دون جناحين: الفِطنة والاستمراريّة!.
ـ لكن فِطْنة واستمراريّة عادل إمام، تستحق أن يفخر هو بها، أنْ يحتفي داخليّاً بعجائب كل واحدةٍ منها، مَرَدّها إليه، هو فنان يستأهل التكريم بالفعل، غير أنه يوجد من أهل الفن من يستحق تكريماً مماثلاً، فما الذي قدّمه عادل إمام ومنحه الأحقيّة بتكريمات سينمائية أعلى، نعم هناك شيء:
ـ مسيرة عادل إمام الفنيّة، كانت رمّانة الميزان بالنسبة للسينما تحديداً، ورغم أنّ رمّانة الميزان تكون عادةً في المنتصف، إلا أنها في الفنون والأعمال الإبداعية حُرّة في اتخاذ موقعها!، ولأنها حرّة فهي في المقدمة دائماً!.
ـ خلّص عادل إمام السينما من أيّ شوشرة إضافيّة، وظلّ مُصِرّاً، وقادراً على، تأكيد أهم عناصر وجودها: شبّاك التّذاكر!.
ـ لا سينما، دون شبّاك تذاكر ناجح!، فالجمهور جزء من العَرْض السينمائي!، وهو جزء أصيل من هذا العرض، ففي حين أنه يمكن لقصيدة أو لوحة فنيّة الانتظار حتى يحضر جمهورها، فإنّ ذلك لا يمكن لمسرحيّة أو فيلم سينمائي!، لأنّ دورة العمل ستتوقّف، ولسوف يجبر أهل هذه المهنة على ترك أماكنهم وأدواتهم، والبحث عن رزقهم في مجال آخر!.
ـ أعجوبة عادل إمام أنه فرَض هذه القناعة على أهل المهنة، وأكّد بأعماله أهميتها وصوابها، وهو بذلك أنقذ حتى من هم ضدّ نظرته للأمور، مِنْ الفشل!.
ـ كانت فترة الثمانينات، من أكثر الفترات خصوبة في إظهار مواهب في الإخراج السينمائي في مصر، وتقريباً هي ذاتها الفترة التي أعادت كلاً من يوسف شاهين وصلاح أبو سيف إلى الواجهة، كان من الممكن أن تنحرف السينما عن مسارها الجماهيري، وأنْ تتجه إلى القيمة الفنيّة الخالصة، متوغّلةً في تجريبيّة محبّبة لأهل الفن، لكنها قاتلة لصناعة السينما، هنا وفي أكثر من أي وقت سابق، وقفت أفلام عادل إمام في وجه المَدّ، منقذةً السينما من فيضان يعقبه جفاف!.