يا ليت لي قلبين
يقول الشاعر: لو كان لي قلبين لعشت بواحد** وأبقيت قلباً في هواك يعذب.
تذكرت هذا البيت الجميل وقلبي معلق بالوفود الدولية التي تزورنا لتقييم قدراتنا في كرة القدم الخليجية، إنني أتكلم عن وفدين أحدهما آسيوي والآخر دولي، والتفتيش يشمل كرة القدم السعودية والقطرية، والمصلحة واحدة والمستقبل واحد والوطن واحد.
في السعودية يقوم وفد من الاتحاد الآسيوي بزيارة الأندية المشاركة في دوري زين السعودي، يتفحص الملاعب والمنشآت والسجلات، وفد مكون من ستة أعضاء يغطون الجوانب المالية والإدارية والفنية والإعلامية والقانونية، وحتى كتابة المقال يكون نصف المهمة قد أنجز بلقاء الافتتاح مع هيئة دوري المحترفين السعودي وأندية الهلال والنصر والشباب والفيصلي والوحدة والأهلي والاتحاد، وتقرأون المقال والعمل يجري على مدار الساعة لتسهيل مهمة فريق التفتيش الآسيوي، لأن مستقبل المشاركة السعودية في دوري أبطال آسيا مرتبط بنتائج هذه الزيارة.
قلبي مع الأندية السعودية على أمل أن يكون قلبها على كرة القدم السعودية، لأن النظرة الذاتية النرجسية لبعض الأندية تعطل العمل الجماعي الذي تقوده هيئة دوري المحترفين السعودي، فليس سراً أن هناك تبايناً كبيراً بين تعاون الأندية السعودية مع الهيئة، وإن كان الحال الآن أفضل كثيراً من البدايات، حيث بدأت الصورة تتضح لمن كان يعتقد أن الهيئة منافس للنادي في حين أن الأمير نواف بن فيصل أكد قبل عامين وثلاثة أيام أن أهداف الهيئة تتمحور حول تطوير الأندية وزيادة مواردها.
وفي قطر يقوم وفد الاتحاد الدولي بتفقد الأساسيات التي يقوم عليها الملف القطري لاستضافة كأس العالم 2022م، ورغم أن هناك أثني عشر عاماً تفصلنا عن المونديال إلا أن "فيفا" يريد أن يتأكد من مصداقية الوعود التي يحويها الملف القطري، ويجب أن يقف الشرق الأوسط بكل فئاته مع الحلم العنابي الذي يحمل لواءه شباب خليجي يقودهم الشيخ محمد بن حمد ذو الثلاثة وعشرين ربيعاً.. ويساعده شباب أفخر بالتعرف عليهم إبان كأس العالم في جنوب أفريقيا، حيث شاهدت بعيني دروساً في العلاقات العامة والتواصل مع الآخر، وأصبحت قطرياً أكثر من القطريين، ممنياً النفس بكأس عالم على أرض خليجية.
قلبي مع قطر في مشروعها الطموح الذي سيغير – في حال نجاحه – ملامح منطقة الخليج، وسيعيد رسم خارطة العالم من حولنا، ولذلك يجب أن نقتدي بالأمير سلطان بن فهد في دعمه المتواصل للملف القطري، حيث أعلن عن دعم الاتحادين العربي والسعودي للأشقاء في مهمتهم الشاقة.
أعود لبيت الشعر في بداية المقال، حيث إن قلبي منقسم بين السعودية وقطر، أدعو الله لهما بالتوفيق في أعين وفود التفتيش التي تملك القرار المصيري المؤثر في مسيرة كرة القدم في المنطقة..وعلى منصات الخليج نلتقي.