موسم الضجيج
مع كل جولة من جولات الموسم الحالي تظهر لنا قضية جديدة تشغل الرأي العام وتلهب الصراع بين الأندية والجماهير. أكاد أجزم بأن عدد القضايا التي أثيرت وشغلت الشارع الرياضي هذا الموسم تفوق عدد القضايا التي أثيرت في المواسم السابقة مجتمعة. قضية الرشوة من جهة وقضية هبوط الوحدة من جهة أخرى واتهام لاعبين بتعاطي المنشطات وغيرها من القضايا التي لا حصر لها وآخرها ما حدث في مباراة الشباب والأهلي في كأس الملك هذا الأسبوع الذي هو امتداد للضجيج الذي بدأ مع بداية هذا الموسم ولن ينتهي بنهايته.
هذا الموسم يستحق بكل جدارة لقب موسم الضجيج. الصراع الدموي خارج الملعب أثر بشكل واضح على مستويات الفرق الفنية داخل الملعب مما جعل هذا الموسم يصنف على أنه الأسوأ فنياً سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. فكيف سيركز اللاعبون في المباراة ورئيس النادي والإداريون ينتظرون نهاية المباراة على أحر من الجمر ليطلقوا تصريحاً نارياً تتناقله الفضائيات والصحف؟
عندما يصبح النقاش في وسائل الإعلام عن القضايا الساخنة التي لا علاقة لها بكرة القدم فإن ما سيتطور هو قدرتنا على النقاش وإفحام الآخرين. فبدل أن تركز البرامج الرياضية والمقالات الصحفية على أسباب انخفاض مستوى الكرة السعودية أصبح النقاش يتمحور حول قضية رادوي وعبدالغني.
ما أريد طرحه هو ضرورة إعادة الكرة للملعب والتركيز من جديد على الأصل وهو كرة القدم ولا شيء غيرها, فكرة القدم السعودية تتدهور وأصواتنا بُحت بسبب نقاشات لا مردود لها عن استقالة رئيس ناد أو تصريح ناري لرئيس آخر.
نحن بحاجة لبرامج ومقالات تناقش كرة القدم فقط, بعيداً عن تصريح فلان واتهامات علان. نريد نقاشاً يركز على جماليات وفنون ومشاكل الكرة وليس الصراع الناشب بين أشخاص لم يمارس أحد منهم كرة القدم حتى في المرحلة الابتدائية.