هل نملك الجرأة؟
كنت من أسعد الناس وأنا أشاهد منتخبنا للشباب وهو يحقق انتصاره الأول في كأس العالم للشباب ويقهر منتخب كرواتيا بهدفين للاشيء. فما حققه خالد القروني أشبه بمعجزة لم نتوقعها خصوصاً وكرتنا تعيش أشد مواسم الجفاف. القروني وأبناؤه حققوا انتصاراً للتاريخ سيبقى مسجلاً باسمهم ما بقي التاريخ. ذلك الانتصار لم يقرب المنتخب السعودي الشاب من التأهل للدور الثاني في البطولة فقط بل أعطانا نسمة أمل بأن الكرة السعودية يمكن أن تعود من جديد كما كانت في يوم من الأيام زعيمة لآسيا.
هذا المنتخب الشاب ليس أكثر موهبة من المنتخبات التي سبقته ولكنه بكل تأكيد أكثر شجاعة وقتالية وسرعة من كل الأجيال المتعاقبة على منتخب الشباب. ولكن السؤال الذي يبحث عن إجابة الآن هو كيف نهيئ لهذا المنتخب الشاب سبل النجاح لإكمال رحلته ليس في كأس العالم للشباب ولكن في كأس العالم 2014؟
قلت أكثر من مرة إن كرة القدم الآن أسرع من أي وقت مضى، وأنها أصبحت لا تحتمل أسلوبنا القديم المعتمد على مزاجية اللاعبين وقلة انضباطيتهم واعتمادهم الممل على المهارة الفردية والاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة لذلك اعتمدت المنتخبات العالمية على صغار السن الذين أصبحوا نجوماً للعالم وهم دون الثانية والعشرين.
الآن نحن أمام مفترق طرق, إما أن نقتنص هذه الفرصة ونتبنى هذا المنتخب الشاب ونعطي نجومه الثقة لتمثل المنتخب الأول، وإما أن نبقى متشبثين بنفس المنتخب الذي خذل الكرة السعودية خلال السنوات الماضية وهو للأمانة قادر ومؤهل على أن يخذلنا مرارا وتكرارا.
أعتقد أننا بحاجة لقرار تاريخي يعيد الشباب لقلب المنتخب السعودي. فالاستثمار في اللاعبين الشباب بكل تأكيد سيعطي ثماره. فالنجوم الشباب لو خسروا التأهل لكأس العالم 2014 فإنهم سيتعلمون منها وسيكتسبون الخبرة ولكن لو خسر منتخب متوسط أعماره 30 فإن المستفيد الوحيد هم المنتخبات المنافسة.
المنتخبات العالمية عندما تتعرض لسنوات من الإحباط تتحمل المخاطرة وتقوم بحل المنتخب والبدء من الصفر بمنتخب جديد قد يعود بالبلد للبطولات أو قد يزيد سنوات الإحباط سنوات جديدة. ولكن مع المنتخب السعودي للشباب بكل تأكيد لن نبدأ من الصفر فلدينا منتخب يرفع الرأس, فهل نملك الجرأة؟ لا أعتقد.