الفريدي غير
من تابع مباراة هجر والهلال التي رجع فيها الهلال بقوة في الشوط الثاني وتفوق على خصمه بهدفين بعد أن كان متأخرا بهدف، يجد أن نزول أحمد الفريدي كان نقطة التحول التي غيرت الموازين ورجحت كفة الهلال في الفوز بالمباراة. رغم أن الفريدي لم يلعب سوى شوط واحد إلا أنه قدم نفسه بشكل مختلف للجماهير الهلالية والسعودية. فمن تابع الفريدي خلال السنوات الماضية يكتشف أنه لاعب يعشق الاحتفاظ بالكرة ولديه نزعة تملك محبوبته ولا يتخلص منها إلا إذا تمت مضايقته وإجباره على التمرير, لذلك كان أداؤه بطيئا نوعا ما مقارنة بالمواصفات التي يجب توافرها في صانع اللعب الناجح. فصناع اللعب يجب أن يتميزوا بسرعة التمرير والتحرك بدون كرة. فسرعة صانع اللعب في التصرف بالكرة أهم مواصفاته, فتمرير اللمسة الواحدة يحرم الفريق المنافس من إعادة التمركز من جديد ويسهل على المهاجمين استثمار الفراغات التي تحدث في الفريق المنافس بشكل طبيعي عندما يهاجم.
الفريدي اثبت خلال شوط واحد أنه قادر على اللعب بسرعة وصنع اللعب دون تأخير. فصنع فرصاً محققة أمام مرمى هجر وساعد يوسف العربي على التسجيل من لمسة واحد.
أتمنى ألا تكون مباراة هجر مجرد سحابة صيف تمطر مرة واحدة في الموسم ثم تغيب ولا نراها من جديد. فإذا استطاع الفريدي الاستمرار بنفس السرعة في صناعة اللعب لن يكون الخيار الأول في الهلال فقط بل حتى على مستوى المنتخب الأول. فكرة القدم اليوم أصبحت سريعة ولا تحتمل احتفاظ اللاعب بالكرة أطول من اللازم.
أحمد الفريدي لاعب موهوب ويملك الكثير ليقدمه لناديه وللمنتخب لكن بشرط أن يواصل اللعب بعقلية الكبار التي لعب بها في مباراة هجر.