بالعقل .. هذا مدرب.؟
كان المدرب إيفان هشيك محظوظا وهو يتسلم تدريب فريق الهلال قبل أكثر من شهرين ونصف من اليوم. فقد كان الفريق وقتها في أفضل حالاته. كان إيقاع الفريق سريعا بفضل تحركات لاعبي الوسط. وكان الفريق يهاجم من العمق والأطراف بشكل رائع. وكان الدفاع منظما وأخطاؤه قليله. في ذلك الوقت بدأت تتشكل معالم شخصية للفريق, بعد صراع طويل مع الهوية المفقودة بسبب تخبطات مدرب الفريق السابق الالماني توماس دول. لكن هشيك أصر على وضع بصماته على الفريق بشكل طير المتعة والتنظيم. فبدأ بتغيير مراكز اللاعبين بشكل غريب. فنقل المبدع سلمان الفرج من الظهير الأيسر لمركز المحور ونقل عبدالله الزوري من الظهير الأيسر لقلب الدفاع. ثم نقل عبدالله الدوسري من قلب الدفاع للظهير الأيسر. ونقل محمد القرني من محور الارتكاز للظهير الأيمن ونقل سالم الدوسري من الوسط الأيمن للوسط الأيسر. لم يكتف هشيك بذلك بل حرم الفريق من وسطه الذي قاد الفريق بشكل مميز قبل مجيئه للفوز ببطولة كأس ولي العهد بإصراره على عدم إشراك نواف العابد وسالم الدوسري ومحمد الشلهوب مجتمعين لأنه أراد اللعب بمهاجمين ومحوري ارتكاز مما فرغ وسط الملعب وأفقد الهلال أهم مميزاته وهي وجود لاعبين مميزين في خط الوسط المهاجم. فوضع العابد والشلهوب والفريدي في الاحتياط فقط ليضمن اللاعب الكوري(الفنان) بيونج سو مركزا أساسيا في الفريق. منذ تسلم هشيك تدريب الهلال وهو يغير في مراكز اللاعبين يمينا وشمالا ويتفنن ويبدع في مسخ شخصية الفريق مما أضاع على الهلال نقاطا مستحقة في الدوري وبطولة أبطال آسيا. كل ذلك كان مقبولا ـ إلى حد ماـ فالمدرب قد يكون لديه شيء في رأسه لم يفهمه أحد بعد , ولكن المدرب فاجأنا في مباراته الأخيرة مع نجران برجوعه للصواب واللعب بطريقة منطقية وتشكيل مناسب ولكن هذا التشكيل وهذه الطريقة ـ بكل تأكيد ـ لا تتناسب مع عشوائية وطريقة تفكير هذا المدرب. رغم الأداء المقنع في هذه المباراة إلا أن ما يثير الشفقة هو التصاق هذا المدرب بمدير الفريق سامي الجابر طوال اللقاء وطلبه للنجدة مع كل تحرك لفريق نجران. هذه المباراة أثبتت أن المدرب ليس فقط مفلسا وعشوائيا بل أيضا ضعيف الشخصية. فهو الآن مجرد دمية تُحرك من بعيد و من قريب. لا أجد سببا واحدا لتلكؤ الإدارة في إلغاء عقد هذا المدرب سوى انها تنتظر كارثة تحل بالفريق. أعتقد أن الكارثة موجودة ويمكن لإدارة الفريق رؤيتها تلمع من بعيد على دكة الاحتياط.