النصر بعد فك السحر
تفاءل النصراويون كثيرا بعد وصول فريقهم للمباراة النهائية على كأس الأبطال لأنهم اعتقدوا أن العقدة انحلت وأن السحر انفك وأن سنوات الحرمان من البطولات قد ولت بلا رجعة ولم يوقظهم من أحلامهم إلا كابوس عماد الحوسني وهو يسجل الهدف الأول في مرمى النصر. رغم أن هزيمة النصر من الأهلي كانت قاسية وكبيرة إلا أنها لم تكن مفاجأة لأحد سوى جمهور النصر. فالمتابع للكرة السعودية (ولو على خفيف) يعرف أن الأهلي يتفوق بمراحل على النصر. فالأهلي بكل تأكيد أفضل من النصر طوال الموسم وكان من الصعب على لاعبي النصر تقلص الفارق الفني الكبير بين الفريقين في مباراة واحدة. ولكن مع كل خسارة يظهر الوجه القبيح لكرة القدم وتبدأ الأصوات تعلو مطالبة الادارة بالاستقالة وتطالب بتسريح جميع اللاعبين وطرد المدرب وغيرها من النداءات التي تعودنا عليها بعد كل هزيمة. لست مع استقالة الادارة النصراوية لأن الفريق في الوقت الحالي تحسن بشكل كبير عن بداية الموسم وهذا يدل على أن هناك عملا حقيقيا على أرض الواقع يمكن أن يُبنى عليه في الموسم القادم. ما قد يساعد النصر في الموسم القادم أن مدرب الفريق ماتورانا مستمر مع الفريق وهذا أمر مهم للغاية. فالمدرب (رغم أن أنديتنا تقلل كثيرا من قيمته) إلا أنه العنصر الأهم بعد اللاعبين في كرة القدم. فالنصر الآن ـ على الأقل ـ لديه ما يبدأ به الموسم المقبل. فماتورانا من اليوم يجب أن يعمل على اختيار اللاعبين الأجانب. فهو يعرف نقاط قوة وضعف الفريق ويعرف المراكز التي يحتاج أن يملأها بلاعبين أجانب. كما أنه يعرف جيدا مستوى كل اللاعبين المحليين ومن السهل عليه معرفة اللاعبين الذين سوف يعتمد عليهم الموسم القادم. ما أريد قوله أن فريق النصر يحتاج لجهد كبير لكي يعود مع الكبار ولكنه لن يعود في موسم واحد بل يجب أن يجد في كل موسم مكتسبات جديدة يمكن أن يُبنى عليها في الموسم الذي يليه. أعتقد أن بقاء الإدارة والمدرب ستكون هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح. ولكن ما يجب أن يسبق كل الخطوات هي الواقعية في الأحلام. فالطموحات النصراوية العالية ترهق الفريق وتخلف إحباطاً ينسف كل المكتسبات.