فحص القزع وفحص المنشطات
مع كل إخفاق للكرة السعودية نصرخ بأعلى أصواتنا ونقول إن لدينا أزمة فكر ولكن الكثير من الناس يعتقدون أننا نتحدث عن شيء مبهم. الكرة السعودية تعاني من التركيز على الشكليات وإهمال كل ما له علاقة بالملعب. فنحن نركز على اللوحات الإعلانية أكثر من التركيز على أرضية الملعب ونحن نركز على الإداري أكثر من اللاعب ونحن نركز على ما قبل المباراة وبعدها أكثر مما نركز على المباراة نفسها. ما حدث في الجولتين السابقتين من دوري زين من نبش دقيقة لرؤوس اللاعبين وحرمان البعض منهم من المشاركة مع فرقهم بسبب الشعر يلخص الخلل الذي ينخر في (رأس) الكرة السعودية. كان منظر اللاعب الدولي وليد عبدالله وشعره يُقص أمام الناس وعلى شاشات التلفزيون يدعو للشفقة. فما حدث إهانة للاعب وتقليل من آدميته. ما حدث يسيء لصورة المملكة خارجيا بشكل مستفز. فالحكومة تبذل الغالي والنفيس لعكس صورتها الحقيقية للعالم ويأتي حكم يريد الظهور على شاشة التلفزيون أطول وقت ممكن ليعطي العالم درساً مجانيا عن أحدث الطرق التربوية للتعامل مع اللاعبين. وكأن لجنة الحكام درست علم التربية والتعليم في الكتاتيب. تمسك لجنة الحكام بقرار تآكل مع مرور الزمن يدل على إفلاس هذه اللجنة التي نسيت المهمة الأساسية منها وأصبحت تفتش على اللاعبين وكأنها مدير مدرسة بغيض. ألا يكفي (خبص) الحكام لمباريات الحسم الموسم الماضي بشكل لم نشهد مثله في موسم واحد. فالحكام لا يذهبون أصلا لتحكيم مباراة كرة قدم بل لفحص الشعر والأظافر والشرابات. وكأن المتنبي يجلس بيننا اليوم عندما قال وتعظم في عين الصغير صغارها.. وتصغرُ في عين العظيم العظائمُ من المضحك أن تستأسد اللجان في تطبيق تعليمات ليس لها علاقة باللعبة وتهمل قوانين عالمية هي اللعبة ذاتها. فاللاعب السعودي يمكن أن يُحرم من المشاركة في مباراة بسبب قصة شعره وزميله يركض في الملعب مثل الحصان بفضل المنشطات. فالدوري السعودي هو الدوري الوحيد في العالم الذي يوجد به فحص للقزع ولا يوجد به فحص للمنشطات. ألم أقل لكم إن المشكلة فكرية؟.