ديربي يفشل
انتظرنا مباراة الاتحاد والأهلي في نصف نهائي آسيا انتظار المطر، أسبوعين ونحن لا نتحدث إلا عن الديربي. ثم جاء الديربي ولم يأت المطر. كانت مباراة مملة، فقيرة فنيا لا تستحق المشاهدة. حضر الصراخ ولم يحضر اللاعبون. حضر النمور والأسود والراقي والملكي والقوة العاشرة والعمدة ولكننا لم نرَ سوى حالات متكررة من التمثيل على الحكم ولمس الكرة باليد وحالات لا تنتهي من الشد العضلي. كنا نمنى النفس بمباراة تعكس صورة مشرفة للكرة السعودية، فحصلنا على مباراة عكست الصورة الحقيقية للكرة السعودية. مشكلتنا الكبرى أننا مازلنا نعيش بعقلية الحرب العالمية الثانية التي تؤمن أن الحرب النفسية هي السلاح الفتاك لهزيمة الخصم قبل المواجهة. لذلك اسُتخدمت كل وسائل الحرب النفسية والخداع قبل المباراة. بدأت الحرب بتقسيم المدرجات حيث وافق الفريقان على التقسيم، ثم عاد الفريقان لرفض التقسيم، ثم قرر نادي الاتحاد توزيع التذاكر على عمد الأحياء لننتقل من أزمة تقسيم المدرجات لأزمة تذاكر وسوق سواء وصفراء وفي النهاية جزء من المدرجات فاضي. جاءت بعدها قضية نايف هزازي. لن يلعب هزازي .. سيشارك هزازي .. سينتقل هزازي .. سيتزوج هزازي. ثم جاء الدور على فيكتور سيموس .. فيكتور مصاب ولن يشارك في المباراة .. بل سيشارك ولكنه سيبكي مع أول اشتراك قوي معه كالعادة. في النهاية شارك نايف وشارك فيكتور وخرجنا بهدف وحيد سجله نايف بعد أن حاول التسديد على المرمى في المرة الأولى فلم يفلح فعدل الكرة بيده وسدد من جديد بشكل سيء ليتدخل المدافع الأهلاوي ويسكنها في شباك فريقه. أما فيكتور فكان محايدا في المباراة ولم يفعل شيئا سوى الاعتراض على الحكم. صحيح أنه لم يبكِ هذه المرة ولكنه لم يضحك أيضا. انتهى الشوط الأول أو مباراة الذهاب ونحن على موعد مع الشوط الثاني على ملعب الأهلي. أنا على يقين أن نفس ألعاب خارج الملعب النفسية التي شهدناها في مباراة الذهاب ستظهر في مباراة الإياب وستخرج المباراة بنفس المستوى الهزيل ولكن بحالات شد عضلي أكثر تعكس حالة الشد الفكري التي تعاني منها كرتنا الحبيبة.