طه الطوخي
جلست مع نفسي أقلب الأمور وأسأل نفسي عن سبب حبي اللامعقول للرياضة وللوسط الرياضي. وجدت أن السبب الأول وقد يكون الوحيد لهذا التعلق الشديد هو أنني كنت محظوظاً بالتعرف على عدد من الشخصيات الرائعة التي أثرت في حياتي بشكل كبير. إحدى الشخصيات التي تشرفت بمعرفتها كان المدرب المصري القدير طه الطوخي. دخلت بوابة نادي الهلال عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري ودخل معي فهد الغشيان وحسين المسعري وخميس العويران ومحمد التمياط وقبلنا دخل سامي الجابر وخالد التيماوي وفيصل أبو ثنين ومنصور الموينع وصفوق التمياط وغيرهم من اللاعبين الذين أصبحوا نجوماً في سماء الكرة السعودية. كل لاعب دخل من تلك البوابة وجد رجلا فاضلا ومدربا مميزا لا تفارق وجهه الابتسامة الأبوية. لم يكن طه الطوخي مدربا رائعا يعرف طريق البطولات وحسب بل كان مربياً حقيقياً عرف الطريق لصناعة نجوم من طراز نادر داخل الملعب وخارجه. فقد كان يعمل بحرفية عالية على صناعة شخصية اللاعب ويهيئه بشكل كامل لعالم النجومية. عندما كان مشرفاً على ناشئي نادي الهلال حقق بطولة المملكة ثلاث مرات متتالية وحقق بطولة مجلس التعاون للناشئين ثلاث مرات متتالية وبقي سجله الخالي من الخسارة في ثلاث سنوات رقماً لا يكُسر. الأهم من تلك البطولات أنه صنع نجوماً أبدعت في كأس العالم. في كل مرة أشاهد لاعبا لا يرفع رأسه عندما يمرر الكرة أعرف أنه لم يشرف عليه في درجة الناشئين مدرب مثل طه الطوخي. في كل مرة أشاهد حارساً لا يجيد اللعب بقدمه أعرف أنه لم يمر بمدرب بعقلية وخبرة طه الطوخي. تمر الأيام سريعاً وننسى من كان لهم فضل في صقل موهبتنا وشخصيتنا ولكن الذاكرة بمجرد أن تعود نتذكر أصحاب الفضل. فلك كل تحية وتقدير "كابتن طه الطوخي" من كل الأجيال المتعاقبة التي أشرفت على تدريبها وزرعت في داخلها بذور النجومية، فالهلال مدين لك بعدد كبير من البطولات الآسيوية والعربية والخليجية والمحلية التي حققها نجوم طه الطوخي.