الهلال والدرعية
عندما كنت صغيرا كنت أسأل نفسي باستمرار “لو تقابل الهلال والدرعية فمن سأشجع”؟ والحقيقة أنني لم أستطع الإجابة على هذا السؤال طيلة أيام الطفولة. فالاختيار صعب جدا فالهلال فريقي المفضل وأشجعه وأفتخر بتشجيعه. والدرعية ديرتي وديرة أجدادي وأبنائي وأتمنى لفريقها الفوز الدائم. نسيت السؤال مع مرور الوقت ومع تضاؤل فرص التقاء الفريقين فالدرعية كان ولسنوات طويلة يقبع في الدرجة الثالثة والهلال يتزعم آسيا. فلم يكن هناك أي معنى للدخول في صراع عاطفي لا أخرج منه إلا بصداع نصفي. اليوم عاد السؤال من جديد يقفز أمام عيني ويقول “والحين”؟ فريق الدرعية اليوم صعد بكل جدارة لدوري ركاء بعد تصدره لمجموعته وبفارق عشر نقاط كاملة عن أقرب منافسيه وقرب المسافات بينه وبين الهلال. فالهلال والدرعية قد يلتقيان في كأس ولي العهد وهذا وارد فأندية الدرجة الأولى لا يدخلون نفس التصفيات الشاقة التي تدخلها أندية الدرجة الثانية والثالثة. كما أن نادي الدرعية اليوم على بعد خطوة واحدة من الدوري الممتاز وقد يوفق في الصعود ويواجه الهلال في مباراة صعبة ليس على الطرفين بل علي شخصياً. أفرحني كثيرا صعود نادي الدرعية لدوري الدرجة الأولى وأتمنى أن يستمر في الانتصارات وأن يواصل طريقه للدوري الممتاز كما حدث مع أندية كثيرة منها متصدر الدوري الممتاز اليوم نادي الفتح. فالفتح هذا الموسم أثبت أن المعجزات تحدث في كرة القدم وأن كل شيء ممكن. باسم أهل الدرعية الطيبين أشكر لاعبي الفريق على هذا الإنجاز الرائع الذي انتظرناه قرابة الأربعين عاما. وكذلك من القلب أشكر الأستاذ خالد الطخيم رئيس مجلس إدارة النادي على الجهود التي بذلها مع الفريق إلى أن حقق حلم أهل الدرعية. لا أخفي عليكم ميلي ـ ولو بشكل بسيط ـ لنادي الدرعية إذا ما التقى الهلال يوماً.