2013-03-30 | 07:35 مقالات

ألغوا الاحتراف..وارحمونا

مشاركة الخبر      

سنوات طويلة ونحن نردد في الإعلام وفي كل البرامج الرياضية نفس الاسطوانة وهي فشل تجربة الاحتراف في كرة القدم السعودية والتي أذكر أنها بدأت بعد مشاركة الأخضر الكبير في مونديال 94 في أميركا..ولازلت حتى اليوم أذكر كلمة الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) عندما قال عن الاحتراف بأنها تجربة قابلة للاستمرار ان هي نجحت وأيضا قابله للالغاء إن هي فشلت..وبعد كل هذه السنوات الكل يجمع بأن التجربة فشلت فشلا ذريعا..ويبدو والله اعلم أن الفكرة جيدة ولكننا نحن الذين لم نعرف أن نطبق الاحتراف أو أنه أكبر من تفكير لاعبينا..وحتى يكون كلامي بالأدلة والبراهين فالمتابع لمستويات ومشاركات المنتخب السعودي في البطولات الخارجية وبداية من نهائيات كأس العالم من 94 وحتى مشاركة 2002 م والتي تعرض فيها المنتخب السعودي لمهزلة الثمانية الألمانية والتي كانت المشاركة المونديالية الأسوأ ولم تكن مشاركتنا في مونديال المانيا 2006 م بتلك المشاركة الأفضل..وبعدها لم نتأهل حتى مجرد التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا والبرازيل..وحتى في كأس آسيا التي حققنا أول بطولة فيها أيام الهواية في 84 م في سنغافورة أيام كانت مكافأة الفوز ألف ريال وإذا كانت المباراة مهمة دبلوها لنجوم كبيرة لها شنة ورنة كانت تصارع الطين والامطار حبا في الوطن وليس مجرد التفكير في العقود والملايين..حتى كأس الخليج اصبحت من أحلامنا وحتى الفوز على الأردن وأندونيسيا أصبحنا نحتفل به..وعلى طاري الأردن التي هزمت اليابان قبل أيام وهي البلد صاحبة الامكانيات المالية المتواضعه ولا يوجد فيها احتراف ومكافأة الفوز لكل لاعب اردني قد لا تتجاوز الـ500 دولار..أنا لا أحسد لاعبينا على ما يتقاضونه من ملايين حتى اللاعب الصاعد الذي لم يخرج لعالم النجومية وعلى سبيل المثال ياسر الشهراني الذي تطلب فيه القادسية 25 مليون ريال مقابل انتقاله للهلال في وقت كان من المفروض أن تهتم بشؤون فريقها غير القادر على الخروج من دائرة الدرجة الاولى. وعلى مستوى الأندية قبل أيام امتنع لاعبو نجران والفيصلي عن أداء التدريبات اليومية بسبب عدم تسلمهم لرواتبهم منذ 6 أشهر وهناك للأسف من يخرج في الاعلام ويقول إن اضراب اللاعبين مخالف لقوانين الاتحاد السعودي لكرة القدم وتناسوا أن هناك نظاما في الفيفا يمنح فيه الحق للاعب في الامتناع للتدريبات اذا لم يستلم رواتبا ثلاثة بل ويطالب بفسخ عقده..كل مشاكل وتأخر وانحدار وتخلف الكرة السعودية وخاصة المنتخب الأول جاء بسبب الاحتراف..آسف بسبب عدم فهمنا للاحتراف من اداريين ولاعبين..ألغوا الاحتراف وارحمونا وارجعوا بنا للهواية والتي حققنا في أيامها معظم الانجازات..العملية يا جماعة لا تحتاج لذكاء خارق..أيام الهواية حققنا انجازات..وأيام الاحتراف تراجعنا..يعني الصورة أوضح من الشمس في رابعة النهار..وأوضح من البدر في الليلة الظلماء. قد يختلف معي الكثير في هذا الطرح ولكني أعزز كلامي بالأدلة والبراهين..رجعونا الله يخليكم للهواية ومن اراد أن يلعب كرة الله يحييه ومن أراد غير ذلك فعليه أن يبحث عن وظيفة أخرى..ويومها سوف تتوالى العروض الخارجية للاعبينا على غرار نجوم الاردن أو الحارس العماني علي الحبسي المحترف حاليا في الدوري الانجليزي..في كل العالم هناك تجارب سياسية واقتصادية وتعليمية وعسكرية هي في النهاية من وضع البشر قد تنجح في دول ربما ثقافة شعوبها تساعد على نجاح هذه الافكار..والواضح أن ثقافة المجتمع السعودي لا تقبل ذلك..فاللاعب الأوروبي له من الثقافة ما تسمح بأن يتطلع إلى العرض الافضل في العقد القادم..أما بعض لاعبينا فقد يفقد كل تركيزه متى ما دخل في عالم (الستة أصفار)..وإلا فأين النجم الكبير مالك معاذ..وأين سعد الحارثي..وأين المهاجم السابق عبيد الدوسري..هذه أمثلة ويعلم الله أنني لا أقولها للتشهير ولكن للعبرة..حتى بعض مدراء الأعمال يغرون اللاعبين بدفع اموال لهم من أجل موافقتهم على إدارة اعمالهم من أجل الحصول على العمولات كما حدث لمهاجم الأهلي عبدالرحيم الجيزاوي وغيره من الصاعدين. وحتى أكون منصفا مع بعض المعارضين للفكرة فأقترح عليهم أن نجرب العودة للهواية لخمس سنوات مقبلة ونشوف الوضع وإذا لم يتحسن مستوى المنتخب لا بأس بالعودة للاحتراف وهي مجرد تجارب والبقاء للأفضل..وعندما أطالب بالعودة للهواية وإلغاء الاحتراف فإن الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد مستمرة وهي بطولات موجودة قبل الاحتراف واللاعبون الأجانب كانوا أيام الهواية أفضل من الأجانب الحاليين ولازلت أذكر ريفالينو في الهلال..وتميم الحزامي نجم تونس الكبير في الاتحاد ومعه (غميض)..وكذلك النجم التونسي الكبير طارق ذياب في الأهلي..وكم من الأجانب الذين لن ينساهم جمهور النصر أيام الراحل الرمز النصراوي عبدالرحمن بن سعود (يرحمه الله)..صدقوني العودة للهواية لها ذكريات جميلة مع الكرة السعودية..وفكرة الغاء الاحتراف لن أتنازل عنها ولي عودة لمناقشتها في مساحة أكبر لأهمية الموضوع وسلامتكم.