روعة الاستئناف
لم يشغل الوسط الرياضي خلال الاسابيع الماضية اكثر من قضية لاعب التعاون فهد الثنيان وعقوبة ايقافه ستة اشهر التي صدرت من لجنة الانضباط. كان لدي احساس ان اللاعب لم يبصق على الحكم ولكنه يبقى احساس لا يمكن ان ابني عليه حكمي في القضية لذلك بعد ان صدرت عقوية الثنيان احسست ان القضية طويت ولم يتبق لها فصل اخير حتى لو استأنف نادي التعاون. فلجنة الاستئناف لن تستطيع احراج لجنة الانضباط ولجنة الحكام وتقبل الاستئناف (هذا ما دار في رأسي). ولكن المفاجأة جاءت مدوية من لجنة الاستئناف التي قبلت احتجاج التعاون وألغت العقوبة التي اصدرتها لجنة الانضباط بالتعاون مع لجنة الحكام. ما اعجبني في القرار انه ُكتب بشكل قانوني رائع. فكل كلمة في القرار لها معنى قانوني يسوغ للقرار. لم اقرأ قرارا من قبل بنفس الصيغة القانونية التي صيغ بها هذا القرار. فقد تعودنا في وسطنا الرياضي ان تصدر القرارات دون تحديد دقيق لمسوغات وحيثيات القرار وكأن من كتبه لا يمثل لجنة قانونية. فالقرار لم ينهج نفس نهج القرارات السابقة التي تصاغ بشكل ادبي بعيد عن النفس والحس القانوني فالقرارات السابقة مليئة بالكلمات التي لا تقدم ولا تأخر في القرار. في كل مرة اقرأ قرارا او بيانا مليئا بـ (حيثما , وبما ان, وايضا , والرئيس , ونهيب , وحرصا , وغيرها) اعرف ان من كتبه لا علاقة له بالقانون فكل كلمة لها معنى عند القانونيين. هذا القرار يؤسس لعمل مهني حقيقي مشرف يعكس صورة رائعة عن القانونيين في الوسط الرياضي بعد ان شوهها قاروب ورفاقه. اشكر لجنة الاستئناف على المهنية التي تتمتع بها وأتمنى ان تحذوا اللجان القانونية الاخرى حذوها في الصياغة القانونية المقنعة. فالتأسيس لعمل مهني واضح المعالم هو ما سيقلل من التضارب الكبير في القرارات التي تصدر من اللجان ويحفظ للجميع حقوقهم.