أغرب موسم
تساقط الجميع ولم يبق إلا الاتحاد والشباب ليسدلا ستار آخر مباريات الموسم. لم أتابع في حياتي موسما رياضيا أغرب من هذا الموسم بكل تفاصيله. فالفتح الصاعد الجديد للدوري الممتاز يحقق بطولة الدوري. أربعة مواسم فقط قضاها هذا الفريق بين الكبار كانت كافية للحصول على البطولة الأقوى بأسهل الطرق. لم يكن وضع الاتحاد أقل غرابة من الفتح فقد واصل الاتحاد الانحدار إلى أن استقر في المركز السابع وقتها اعتقدنا أن النمر قد هرم وأنه يبحث فقط عن مكان مناسب يلفظ فيه أنفاسه الأخيرة. ولكن الاتحاد غيّر جلده بسرعة البرق وعاد أكثر حماسا وشبابا وشراسة من السابق فهزم الهلال وألحقه ببطل الدوري ذهابا وإيابا. كيف استطاع الاتحاد خلال أيام الرجوع بهده القوة؟ لا أحد يعلم. لو كنا نفكر كما يفكر الرياضيون في السبعينات لقلنا إنه الدنبوشي ولكن الدنبوشي غادرنا منذ عقود ليبحث عن عقول فارغة أخرى يملؤها. الأهلي كان الأغرب بامتياز هذا الموسم. قدم الأهلي أفضل مستوياته هذه السنة ووصل لنهائي أبطال آسيا ولكنه عاد ليخسر من فرق مهددة بالهبوط. قدم مستويات مذهلة جمعت بين المتعة والنتائج ولكنه وقت الحسم خسر ليخرج من الموسم دون بطولة ودون مهاجمين ودون مدرب. الهلال والنصر لم يكونا غريبين هذا الموسم مطلقا بل إنهما أعادا سيناريو الموسم الماضي دون تعديل. فرئيس الهلال استقال كما يفعل كل عام ثم تراجع. أما رئيس النصر فوعد جماهير فريقه ببطولة الدوري الموسم القادم وهو ما قاله بالحرف الموسم الماضي. أعتقد أن الغرابة في الهلال والنصر تكمن في أنهما لا يتعلمان من الماضي أبدا. أتمنى أن نشاهد الليلة مباراة ممتعة ... غريبة غرابة موسمنا هذا... وكل عام ونحن أغرب.