يا دكتور
الأسبوع قبل الماضي كنت ضيفاً على برنامج (إرسال) فقررت أن أذهب مبكرا للقاء مدير القنوات الرياضية السعودية الدكتور محمد باريان. لم يأخذ تحديد موعد معه أكثر من مكالمة قصيرة مع الصديق العزيز محمد النجيري مدير القناة الرياضية الأولى. تحدثنا في كل شيء دون تخطيط ودون سابق تحضير فكان لقاء رائعاً بمعنى الكلمة. ما أعجبني ولفت انتباهي هو أنه الدكتور محمد يعرف مشاكل القنوات كما يعرفها المشاهد. فلم أجده مغيباً عن الواقع كما يحدث مع الكثير من المسؤولين الذين عندما تلتقي بهم تخرج وأنت تحك رأسك متسائلا "هل كان يعتقد أني كنت أسجل المقابلة؟". فلقائي المعتاد مع أي مسؤول هو محاولة مستميتة منه لإقناعي أني فاهم غلط وأن الرأي العام لا يعرف خبايا الأمور. فتعرف وقتها أن إحدى مهارات السيد المسؤول ليس قدرته على الكذب على الآخرين فقط بل قدرته على الكذب على نفسه وإقناعها بأن الإخفاقات ليست سوى دليل على أنه يعمل لأن من لا يعمل لا يخفق إذاً هي ليست إخفاقات هي إنجازات. الدكتور محمد للأمانة عكس ذلك تماما. فهو يعرف أن هناك مشكلة في الإخراج واضحة ويعرف أن الصوت في القنوات غير جيد. ويعرف أن البرامج الطويلة التي تمتد لساعة ونصف وساعتين مملة، ويعرف أن الضيف الذي يحضر للقناة للدفاع عن ناديه وكسب ود الرئيس لا يريد الجمهور مشاهدته على الشاشة. ويعرف أن وجود محللين فنيين لم يمارسوا اللعبة ظاهرة غير صحية. وجدت رجلاً يعرف المشاكل وسيعمل بتفان لإيجاد الحلول، بل إنه بالفعل بدأ في تطبيق الحلول. لن أقول لكم اصبروا لأني مثلكم لا أطيق الصبر، ولكني لا أكاد أخفي تفاؤلي الكبير بموسم رياضي جديد بنقل تلفزيوني مميز وبرامج بعيدة عن التقليدية والمقدمات الطويلة.