2013-06-19 | 17:29 مقالات

جاسوس في الهلال

مشاركة الخبر      

تعلمنا من الموسم المنصرم حقيقة مهمة جدا ألا وهي أن من يبدأ الموسم بأعذار ينهيه بكوارث. هذا ما تعلمناه كمتابعين ومشجعين ولكن يبدو أن الأندية لا تتعلم إلا استنساخ الأعذار وإعادة إنتاجها موسماً بعد آخر. في الهلال يتحدثون عن شخص خفي يسرب أخبار النادي ويفشل صفقاته في إعادة مملة لما قيل قبل بداية الموسم الماضي عندما فاوض الهلال عشرات المدربين. والحقيقة أن فشل الهلال في التعاقد مع مدرب جيد الموسم الماضي لم يكن بسبب تسريب الأخبار بل بسبب ضعف المفاوض الهلالي أو بالأصح ضعف المفاوضين. أحد المدربين الذين فاوضهم الهلال رفض عرض الهلال بعد أن وافق عليه لأن خمسة أشخاص فاوضوه. لم يصدق المدرب أنه مطلوب لهذه الدرجة فرفع السعر ثلاثة أضعاف ما وافق عليه بكل سرور سابقاً. لا أعرف من يتفنن في صنع الأعذار وترويجها تمهيدا للفشل. ولكن الأعذار لا تعني النجاح بل هي الفشل بعينه. لا يوجد اليوم أسرار فنحن نعيش في عصر سقطت فيه كل جدران الغرف المغلقة وأصبحت المواقع الإلكترونية تنشر أدق أسرار المخابرات العالمية. نحن في عصر يمكن أن تستمع فيه لمكالمة مسجلة بين الرئيس الأمريكي والروسي يتحدثان عن الملف النووي الإيراني. في كرة القدم بالذات لا يوجد أسرار فالأندية تعلن مبكراً مفاوضاتها مع المدربين واللاعبين. كنا نعرف عن مفاوضات برشلونة لنيمار منذ أكثر من سنة. ونعرف أن مورينيو سيترك ريال مدريد ويتوجه لتشلسي منذ أكثر من ستة أشهر. ونعرف أن أنشيلوتي سيدرب ريال مدريد الموسم القادم رغم أن الطرفين لم يوقعا العقد بعد. ونعرف أن النصر فاوض يحيى الشهري قبل أشهر من توقيعه مع النادي. لا أدري لماذا أصبحت الأعذار صناعة هلالية بامتياز؟ فلا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية اختيار المدربين ولا اللاعبين الأجانب ولا المحليين لذلك تُرمى المسؤولية على جهات خارجية تعمل ضد النادي. إذا ما أراد الهلاليون موسماً ناجحاً بالفعل فيجب أن يتوقفوا الآن .. الآن .. عن اختلاق الأعذار ويركزوا فقط على صنع فريق يستحق المتابعة الموسم المقبل.