ليست تسعين دقيقة أبداً
المباراة ليست تسعين دقيقة، تذكروا ذلك، المباراة ستصبح جزءاً من الذاكرة، بحسنها وحزنها، مباراتنا الليلة مع أستراليا، محطة في الذكريات قبل أن تكون محطة في المسابقة، كم حكاية رُوِيَت قبل صافرة البدء، أسماء تمت استعادتها، حضر ماجد والنعيمة والثنيان والهريفي وفؤاد أنور وخالد مسعد وسعيد العويران والدعيع وسامي الجابر ونواف التمياط وآخرون، شعّت لكل واحد منهم لقطة على الأقل، من مباراة مع منتخب منافس، في بطولة ما، امتلأت الكأس بماء مشاهد فتنة، وأحياناً بمشاهد حسرة، لا بأس، المهم أن تلك الثواني البارقة والحارقة، حبست زمنها، وأطلقته في أزماننا، لم تكن دقائق معدودات، وكل منها تجاوز التسعين دقيقة، محطة اليوم ستفعل الشيء نفسه، سيتذكرها الجميع، الملعب ومن في الملعب ومن هم خارجه، نريد الفوز لأسباب مباشرة مهمة، غير أننا نريده لأسباب غير مباشرة، غير ممسوكة ويصعب وصفها بالكلمات، وعلى المدى البعيد تكسب هذه الأسباب غير المباشرة قيمتها وتتسيّد، تصبح جزءاً من الذاكرة، والإنسان: رغيف خبز من طحين الحنين!، على اللاعب السعودي أن ينتبه لذلك جيداً، إنه كاتب الحكاية، تلك التي سنتذكرها حتماً، رغماً عنه وعنا، ليس بإمكاننا اختيار ما يسكن الذاكرة، لكن بإمكاننا جعله سعيداً ومُشِعّاً بالمسرّات!، مكانك غداً هو ما كان بإمكانك اليوم، قمتَ به على خير وجه أو نمتَ عنه على أسوأ قفا!،..
الرشفة الأخيرة من الفنجان:
أستراليا لا تلعب على أرضنا، ولن تلعب على أرضها، ولا على أي أرض، أستراليا تلعب في الهواء، والمطلوب صعب يحتاج إلى دهاء كبير: لا بد من تعليب الهواء وبيعه لهم بالقطّارة بثمن باهظ يندمون عليه بعد فوات الأوان، والله الموفّق.