مُعلِّق نحس!
الرياضة عاطفة، انقلاب سلمي على العقل والمنطق، وانتقام طيّب من الحسابات وجداول الضرب: ضرب مُفرح وليس مبرحاً للضرب بهدف إعادة كلمة الجدول لسلسبيلها!، الرياضة بهذه الصفة تهمس للفن والأدب: أنا منكم، فقط خرجت للعب في الشارع قليلاً!، المشجع الرياضي والرياضي وكل من يشتغل بحب في الرياضة أو يكتب عنها، عاطفي، ومشاعره الذاتيّة منطلقة، تدور على حَلّ شَعرها وشِعرها، ولأنه كذلك فهو قريب جداً من التشاؤم والتفاؤل، قريب من الأمنية بعيد عن التوقع، يظن أكثر مما يحسب!، ولأنه ما من فريق كروي يكسب دائماً، بل لأن عدد البطولات المُهدرة أكثر من البطولات المُنجزة بكثير، فإن المشجع الرياضي تحديداً يرمي بشال الملامة على كتف الواقع ليستر عُرْيه!، وشال الملامات من غزْل التشاؤم غالباً، مرّة قال زين الدين زيدان: أظن أن علينا أن نغير لون القميص!، ويمكن لنا جميعاً تذكر أننا تحدثنا حول أمور كهذه: لون القمصان، يوم من الأسبوع يخيفنا اللعب فيه، صديق إن شاهد معنا المباراة سنخسر، ملعب لا نحبه فهو لا ينتج غير تعادلات، مُعلّق كروي نحس!، هذه ليست دعوة للرجوع إلى العقلانية، شخصياً أحب التعامل مع الرياضة بعاطفة جيّاشة، غير أن العاطفة يمكن لها أن تجِيش دون أن تطيش، والتفاؤل أكرم، كنتُ أظن أنني متفائل فقط، بيني وبينكم: كنت أتفاءل بلبس شماغ معيّن!، لكنني اكتشفت أن التفاؤل بشيء ملموس تشاؤم بفقده أو غيابه، فتراجعت، صرت أحث نفسي على التفاؤل بالخير مجرداً، يا لعظمة القول: تفاءلوا بالخير تجدوه، والخير بالله لا بشيءٍ خلقه الله، فهذا أول الشرك أو درب إليه، أُكرِم عاطفتي من شوائب قد تشوهها فتُكرِهني فيها فأعود إلى يباس المنطق، وأحذر أحبّتي من هذا، كنت أود لو أن المساحة طالت لأحدثكم عن طرائف أشهر شعراء العرب تشاؤميّة ابن الرومي، لكن لا بأس، سيأتي وقتها بإذن الله.