“هِيَّـهْ.. هِيَّـهْ “!
أحب الإمارات ومنتخبها، لا أدعي أنني كنت أكثر حزناً من الإماراتيين أنفسهم على خسارة الأبيض أمام أستراليا، لكن استيائي من النتيجة، وربما غضبي، لم يكن أقل من أي واحد منهم، فقد كنت أعرف أننا سنتواجه معهم، وأريد لوطني الفوز والتأهل، وعلى أحبتنا في الإمارات تدبّر أمر تأهلهم بعيداً عن حساباتنا التي من أهمها الفوز اليوم، فكيف يمكن لنا ذلك؟، ظنّي أن منتخب الإمارات يكتب على صفحة العشب قصائد جميلة، لكنها معروفة الوزن والقافية!، مصادر قوة المنتخب الإماراتي مكشوفة: عمر عبدالرحمن، أحمد خليل، إسماعيل الحمادي!، يمكن إضافة علي مبخوت للقائمة، لكني أظن أن القبض على مفردات "عموري"، كفيل بإنهاء المخاطرة، وتحويل القصيدة إلى خاطرة!، ما المكشوف أيضاً في منتخب الإمارات؟، الكثير: طريقة اللعب الثابتة تقريباً، تغييرات المدرب المحدودة والمحفوظة بالأسماء وبالتوقيت أيضاً، ونقطة أخرى غاية في الأهمية: الأبيض الإماراتي لا يلعب بمستوى رائع شوطين كاملين، وكثيراً ما يقدم كل ما لديه في الشوط الأول فقط!، لدينا منتخب قوي، أثبت في جميع مبارياته الأخيرة، قدرته على التعامل مع كل ظرف، أثبت ما هو أهم: قدرته على الغضب!، وعلى إرغام الريح أن تجري بما تشتهيه أشرعة سفننا!، التعادل سيئ بالنسبة لنا، لكنه بالنسبة للمنتخب الإماراتي أسوأ!، هذه نقطة لا يجب الركون إليها مثلما لا يجب إهمال فائدتها مهما كانت بسيطة، وهي بالفعل بسيطة وليست كافية، والاستفادة منها لا تكمن في تحقيقها، لكن في التعامل معها أثناء المباراة، لتجاوزها قبل إطلاق الحكم صافرة النهاية، لا نمتلك فرقة كروية مُرعبة، هذا صحيح، لكننا نمتلك فرقة يصعب كسر شوكتها، الجماهير التي ستحضر هاتفة: "هيّه..هيّة" لن يقل عددها عن ستين ألف متفرج بإذن الله، ولن نحصل على مثل هذا العدد المرعب من المشجعين في ما تبقى لنا من مباريات سوى في مباراة واحدة، مع اليابان إياباً، في الغالب ستكون الطيور طارت بأرزاقها قبل هذا الموعد، الرشفة الأخيرة من الفنجان: إنها مباراة الوسط التي لا تقبل الحل الوسط!.