فلان وعلّان!
فلان يتأمّل، و علّان يراقب!،..
فلان يتحدّث، و علّان يثرثر،..
فلان ينجح، و علّان يشتم!،..
طول الوقت، يظل علّان مهزوماً، إلا إذا!، وعن هذه الـ "إلا إذا"، نشرب قهوتنا اليوم:
واحدة من أكبر الهفوات، أن يتنازل أحدنا عن أسلحة نجاحه، ويا للأسى، فإن ذلك يحدث كثيراً، وغالباً يحدث دون قصد، ودون دراية، في عالم الكتابة حكايات كثيرة، قديمة وحاضرة، ولسوف تتكرر كثيراً، عن مثل هذه التنازلات، التي تسحب المبدع إلى خوض معارك تافهة، على أرض غير أرضه، وبأسلحة غير أسلحته، وهو لذلك يخسر، كم من كاتب محترم، قرأ هجوماً مُشيناً، وزائفاً، ولا يحمل منطقاً، فقام بالرد، مانحاً صاحب الهجوم المُشين التافه، قيمةً، فيتردد اسمه، وينتشر، وبعد أيام، يكسب وظيفة صحفي في صحيفة ما: شرط وجوده أن يظل شاتماً، وأن يُردّ عليه!، الكاتب الأصيل الذي قام بالرد، خسر وقته، وربما جزءاً من أخلاقه، والكثير من هدوء البال حتماً، فقط لأنه لعب على أرض غير أرضه!، حكاية الشاعر الكبير "بوشكين" أفضح، وأوضح، مثال، فقد خسر حياته كلها لأنه تنازل عن قلمه سلاحاً، وعن الإبداع كأرض معركة، وطلب بنفسه مبارزة عسكري، يدُعى "دانتس"، حُرِّض على مغازلة "ناتاليا" زوجة بوشكين بتخطيط من الحكومة!، كان يمكن لبوشكين تطليق زوجة خائنة، تحب السهر والفخفخة، وإكمال دربه، لكنه واجه "دانتس" بأسلحة "دانتس" الذي لم يجد صعوبة في قتله!،..
"ناتاليا" هي موضوعك وما تطرح، فإن كان موضوعك غير وفيّ ولا أمين، اتركه يذهب، وابدأ من جديد، أما إذا كان صالحاً وحقيقياً، فأكمل معركتك بسلاحك وعلى ملعبك وفي أرضك، لا تلتفت، الدنيا قصيرة، وهي بالكاد تتسع لشيء مما تريد قوله، لا تضيّع وقتك، أنتَ وقتك!،..
رشفة أخيرة من الفنجان:
يقول الشاعر: "عدوّي من أُعاديه أنا، ليس الذي عاداني"!، ولسيوران في توقيعاته: "ينسلخ شباب المرء، يوم يكفُّ عن اختيار أعدائه بنفسه، يومَ يقنعُ بمن يُصِيبُ عَفْواً"!.