الرياضة ليست فنّاً!
في الرياضة كثير من الفن، لكنها ليست فناً تامّاً، والمشاعر نحوها ليست هي ذاتها المشاعر نحو عمل فنّي، وإلا لجاز لنا تشجيع المنتخب الأفضل وليس منتخب بلادنا بالضرورة!، ثم إن الفن تأمّل وليس تشجيعاً، إعجاب وليس مؤازرة!،.. يمكن للاعب كرة قدم أن يكون فناناً، لكنه لن يكون فناناً كاملاً مهما فعل!، لسببين مهمين، أولاً لأن جسده يظل حاضراً طوال الوقت، لا ينفصل أبداً عن عمله، وهو ما لا يحدث مع الشاعر والرسام، وثانياً لأن الفن يتطلب ما يُسمّى بـ"التواطؤ الفني"، فنحن حين نشاهد عملاً مسرحياً، نعرف أن الممثل يجسد دوراً غير دوره خارج المسرح، ويتحرك في حكاية ليست حكايته، قبولنا ذلك والتعايش معه بانفعالات صادقة لا يحدث دون "تواطؤ فني"، لاعب كرة القدم، والرياضي عموماً، خارج هذه المُسامَحة، فهو يقدّم جزءاً من حقيقته جسداً وفكراً،.. ليس من حقك أن تطلب من الفنان التمتع بالأخلاقيات التي تحسبها عاليةً، ما لم يتقدم لخطبة ابنتك أو أختك!، لكن لا يمكنك تجاهل أخلاقيات الرياضيّ حتى وإن بقيت المسافة بينكما مائة ألف كيلومتر، حتى على هذا البعد، لا يحضر إلا بجسده عبر شاشة، والشاشة ليست ورقة، حتى القراءة من الكتاب الورقي تختلف كثيراً، ربما جذرياً، عن القراءة من الكتاب الإلكتروني!، ما لنا وللاستطراد؟!،.. يُحاسَب الفنان على أخلاقيات فنّه، بينما يُحاسب الرياضي على أخلاقيات شخصه!، الرياضي مُلزم بأخلاقيات مجتمعه، وفي هذا نجاة لأي فنان، في حين يحتاج الأمر، في الرياضة، إلى عبقرية خالصة، للتراجع قليلاً عن مثل هذا الحُكْم، منك لله يا مارادونا، حضرت في آخر الكتابة فأربكت كل شيء!.