2016-11-02 | 05:48 مقالات

لاعبان وهزيمة ولكن!

مشاركة الخبر      

خسر فريقه، بفارق بسيط، كان يمكن لمنافسه مضاعفة النتيجة، هجمات بالجملة، لم تكتمل، وانفرادات طاشت لرعونة المنافس، أو لحسن حظ فريقه، خرج بعدها لمايكرفون التلفزيون، غاضباً لا حزيناً، منتفخاً كمشجع متعصّب لنادٍ آخر غير ناديه، وبتهكميّة بدأ وصلة ردحٍ خائبة، تستمع، تظن أنه سبق لناديه الفوز مرّات ومرّات على هذا الفريق الذي كسبه قبل قليل، تسترجع التاريخ، تضحك!، ويستمر الرّدح، والتطاول،..
لاعب بهذه الأخلاقيات، وهذا الفهم، لن يكسب، "هذه الضغائن التي تستيقظ بلمحة بصر: ورطة!"، وكل نرجسيّة تكشف عن غياب فضيلة!،..
الرياضة مصارحة مع النفس قبل أن تكون مصارعة مع المنافس!.


خسر فريقه، وبفارق كبير، لم يكن مُنتظَراً، ولا متوقّعاً، خاصةً بعد عروض الباطن القويّة، رغم أن المباراة كانت في ملعب الوحدة، المنافس القوي والعنيد والنبيل أيضاً، بعد المباراة، خرج لاعب الباطن بكل ما في الحزن من شهامةٍ، بارك لمنافسه، وتحسّر على ما حدث بحرقة صادقة، بقلب منكسر، وبرأس لم يرفعه أمام الكاميرات لأنه لم يرفعه كما يجب في الملعب، لم يُكابِر، الكبير لا يحتاج لأن يُكابِر!، كان رجلاً بمعنى الكلمة، وكان حزنه حقيقياً، وأسفه حقيقياً، قال: "لا أعرف بأي وجه أقابل الإدارة والجمهور وأتحدث"، بهذا الوجه الحييّ من الهزيمة يا ولد، تقدر على مجابهة الدنيا، الحياء من الهزيمة، لا يقلبها نصراً، لكنه يمنحها شيمةً عالية، تنهض بأصحابها من جديد، "من يقفز من الجرف لا بدّ أن يتعلّم الطّيران"!،..
مرّة قال لي نواف التمياط: لا تنتظر الشيء الكثير من لاعبين يغنون طرباً بعد خسارة!، كان يتحدث عن منتخب في فترة انحدار، كان يبحث عن لاعبين يستحون من الخسارة حتى وإن قبلوا بها، فهذه هي كرة القدم، كان يبحث عنك!،..


الفرق بين لاعب الباطن سلطان غنيمان ولاعب النادي المهزوم الآخر، الذي لن أذكر اسمه احتراماً لكل منتسبٍ إليه، أن الأخير، لعِب معتبراً المباراة شيئاً يقوم به، أما لاعب الباطن الذي ظهر بكامل حزنه بعد المباراة، فإنه لعِبَ معتبراً المباراة جواباً على سؤال: "أكون أو لا أكون"!