2016-11-14 | 05:01 مقالات

القبطان

مشاركة الخبر      

كسب محمود عبدالعزيز محبّة يمكن اقتسامها مع الجميع لا غيرة فيها ولا حسد، جاء في زمن ينافس فيه حسين فهمي محمود ياسين، وينافس فيه نور الشريف حسين فهمي، ويتنافس فيه عادل إمام وأحمد زكي الأول يكسب شباك التذاكر بفارق مريح والثاني يحصد الجوائز بوافر تقدير أطيب راحة! أول معرفة الناس لمحمود عبدالعزيز كانت في مسلسل الدوامة بطولة محمود ياسين ونادية الجندي وقد صُوِّر المسلسل بكاميرا سينمائية أكدت أن هذا الفتى الجديد سيصبح بطلاً دون أن تتمكن من تأكيد موهبته! لم تكن الأمور سهلة، ولم يكن محمود عبد العزيز مصقولاً تماماً كان ممثلاً عادياً بل وثقيل الظل! سبحان الله كيف أصبح محمود عبدالعزيز أحد أخف أهل السينما ظلّاً فيما بعد؟! .

حاولت سعاد حسني بقصد أو بغير قصد إخراج حسين فهمي من حسبة نجاحها الكبير في فيلمي خلي بالك من زوزو، وأميرة حبي أنا، وجاءت به بطلاً في فيلم المتوحّشة، لم يتفاعل معه الجمهور كثيراً!، قدّم تجربة مع محمود مرسي ونيللي فبدأت ملامحه الفنيّة تُظهر علامةً!، سبع سنوات تقريباً للنسيان، هي الفارق بين مسلسل الدوامة وفيلم "إكس علامة معناها الخطأ"، وضح الأمر: هناك ممثل في الطريق!، وجاءت فترة الثمانينات، وانقضّت مجموعة مذهلة من المخرجين الجدد، لتقديم سينما جديدة، ومن خلال عاطف الطيب ومحمد خان وسمير سيف وعلي عبدالخالق، والسيناريست الذي صار مخرجاً رأفت الميهي، ومن بعدهم رضوان الكاشف وداوود عبدالسيد، شعّت نجومية ثلاثي خطير، أحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز، وانطفأت نجومية البقية، فيما عدا عادل إمام، الذي استسلم وقتها لمحمد خان فكان أحد أهم أفلام السينما المصريّة "الحرّيف"!، مخرج آخر لا يمكن نسيانه في مسيرة محمود عبدالعزيز، هو محمد كامل القليوبي، صاحب "ثلاثة على الطريق"، و"البحر بيضحك ليه"، الذي يحتوي على أشهر وأطرف مشهد صفعات متلاحقة للجميع، حتى الجمهور كاد أن يأتي عليه الدور!.

ولمخرج بالكاد يعرفه الجمهور، اسمه سيّد سعيد، قدّم محمود عبدالعزيز واحداً من أجمل أدواره، و من أهم أفلامه "القبطان".

نجوميّة محمود عبدالعزيز بدأت حقيقتها الساطعة، بعد فيلم "العار" لعلي عبدالخالق، ولم تعد قابلة لجدل بعد مسلسل "رأفت الهجّان"، لكن ومن هذا المسلسل، وبسببه، بدأ عداء خفيّ، يظهر بالكاد على السطح، بين محمود عبدالعزيز، وعادل إمام الذي ذبحته الغيرة!، فقد كان المسلسل له، حتى آخر لحظة!.

كان يمكن للشيخ حسني في الكيت كات، أن يكون هو نفسه الشيخ حسن في "حسن ومرقص"، لولا خوف عادل إمام من مواجهة انتظرها محمود عبدالعزيز طويلاً!.

الحديث عن محمود عبدالعزيز، وأعماله، لا تتسع له مساحة عمود صحفي، ها نحن نصل نهايته، دون الحديث حتى عن "الكيف" و"الكيت كات"، و"سمك لبن تمر هندي"، حيث المشهد الساخر الحزين: وخز إبرة مخدّرة ليتوافق مع المجتمع، والبطل يتمسك بآخر قطرة صحو: "بالذّمة يا دكتور، هوّه ده مجتمع يستاهل حد يتوافق معاه"؟!.

رحم الله الفنان الكبير محمود عبدالعزيز رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.