"معاميل"!
ـ الجهل تام، الجهالة دائماً تامّة، ولتمامها ثبات ورسوخ، الجهل أسوار والجهالة مسوّرة، أسوار تمنع من الخروج.
-المعرفة هي الأميرة المتوّجة بالنقص، المزيّنة باللاتمام، ليس للمعرفة أسوار تحدّها أو تمنع أحداً من الدخول أو الخروج!،..
الجهل يريد امتلاك مكان، المعرفة تريد امتلاك الكون!،..
الجهل يطمع، والمعرفة تطمح!،..
فرق الطموح عن الطمع، هو ما يجعل من أهل المعرفة أكثر تواضعاً، وهو ما يجعل من أهل الجهل أكثر غطرسةً وانتفاخاً!،..
ـ الأول: ما الفرق بين الفكر والثقافة؟!.
-الثاني: الفكر قهوتك، والثقافة هي النار و"المعاميل"!.
ـ الكلمات البذيئة، إن جاءت استثناءً، وعَرَضاً، لمرةٍ واحدةٍ، تسيء إلى سمعة صاحبها، وتُلطِّخ صفحة أخلاقه، أمّا إن تكررت، أمّا إن صارت طبعاً وعادةً، فمن الخطأ القول إنها تسيء أو تخدش أو تلطِّخ، والصَّواب أنها تبوح وتكشف صاحبها، هي بشكل أو بآخر: تفعل خيراً!.
ـ الشيطان يكمن في التفاصيل، مقولة شهيرة أظنها صحيحة لكنها ناقصة، الشيطان يكمن في تفاصيل أعمال الخير!، هكذا أراها تامّة وإن كانت أكثر رعباً!،..
يمكنني تخيّل الشيطان متثائباً لمن هم في صالة قِمار!، كل واحدٍ ممن هم على الطاولة أخذ نصيبه من الأدوار التي لم يعد الشيطان بحاجة إلى القيام بها!، هم يتكفّلون بالأمر، ربما اقتصر حضوره هنا على الحراسة!، على ألا يخرج أحد منهم إلى حيث عقله والنور في قلبه!، حراسة لا تحتاج حتى إلى كثير من الانتباه والحذر!، عمل شيطاني لا أظنه صعباً على كيد الأبالسة!،..
الشيطان يكمن في تفاصيل الأعمال الخيّرة، أوضح الأمثلة على ذلك: الدعاء!، الدعاء كله عبادة وخضوع، لكن من يملّ منه، أو يتشكك ولو قليلاً فيه، أو يقنط ولو للحظات، فقد ارتكب جناية أكبر من حَصَانة الدعاء نفسه!، واستبدل بجُنَاحٍ جَنَاحاً!.