2017-03-23 | 02:58 مقالات

‏صباحكم أخضر

مشاركة الخبر      

 

‏ـ اليوم نلعب، وعلينا أن نُقدِّم في هذا اللعب أكبر قدْر ممكن من الجدّيّة!،..

 

ـ ميزة الرياضة أنها لعب، وعيبها أن هذا اللعب ليس بريئًا!،..

 

ـ كل ما له هدف آخر سواه، هدف أهم منه، لا يسعه التمتّع بخفّة البراءة!،..

 

ـ هذه واحدة من ورطات كرة القدم، والتعامل معها يحتاج إلى موهبة أخرى تصاحب موهبة الجسد، وتدبّر يصاحب خبرة التجربة!،..

 

ـ ومن أصعب الأمور تمازج الموهبة والخبرة دون إجحاف في حق أحدهما على الآخر!، ذلك لأن الموهبة تكره الماضي بينما لا تتّكئ الخبرة إلّا عليه!،..

 

ـ المنافسات الرياضية ليست لعبًا خالصًا، ولا فنًّا خالصًا، ليست عملًا حُرًّا خالصًا، ولا وظيفة حكومية خالصة، أن يكون اللعب مهمّة وطنيّة، فإن ذلك يعني أن تكون مُلتزمًا كجندي حرب وأن تكون في الوقت نفسه مُتحررًا كحنجرة مُغَنٍّ!،..

 

ـ الفوارق بين النزف والعزف، بين الخُوذَة والوَتَر ليست قليلة!، لكن المُتَلاقيات كثيرة أيضًا: الجماعيّة والالتزام وضرورة التعاون!، وعلى هذه المتلاقيات يجب التركيز!،..

 

وأهم المتلاقيات: وِحدَة الهدف، ورِفعة العَلَم السعودي هدف عظيم، ويستحق كل من يتجه بعمله إليه الشكر والمحبة والتقدير والمساندة،..

 

ـ أشياء كثيرة مطلوبة من لاعبي منتخبنا اليوم، قل ما تشاء تكون مُحِقًّا: الركض، التركيز، استغلال الفُرص، استخدام المهارة الفردية لصالح العمل الجماعي، اليقظة طوال الوقت، التعامل مع كل ظرف يمكن لما بعد صافرة البدء اقتراحه، كل هذا صحيح وواجب، لكن لو أطلنا الحديث عن الواجبات لتاهت منّا!، بالنسبة لي أختصرها: التنظيم، والرغبة!،..

 

ـ من المهم جدًّا عدم الانفلات من جاذبيّة التنظيم، يمكن تغيير التنظيم بين فترة وأخرى حسب متطلبات اللعب ومجرياته، لكن تغيير التنظيم يجب أن يكون منظّمًا أيضًا!،..

 

ـ والفهم من أهم الأسباب التي تسمح للتنظيم بدوام الفاعلية والحرص على الالتزام به، يجب على كل لاعب ألا يدخل الملعب قبل أن يكون واثقًا من فهمه لأدواره ومتفقًا مع هذه الأدوار قلبًا وعقلًا، على كل لاعب يتشكك في فهمه لأدواره أن يسأل مدربه، وأن يُلحّ في السؤال، وأن يُكاشف نفسه ومدرِّبه بما في قلبه وعقله،..

 

ـ أما الرّغبة فهي سيّدة متوّجة على كل حلم وكل طموح وكل مُراد، ومتى تم فقدها انهار كل شيء، فاقد الرغبة مُصاب، وإصابته أشد خطرًا وضررًا من إصابة الجَسَد، وعلى كل لاعب يشعر بفقدان الرغبة أو عدم القدرة على الوفاء بشروطها، أن يشير لمدرّبه ويطلب التغيير،..

 

ـ متفائل، لكني لا أخفي قلقي، فهذه المباراة حسابيًّا، تشكل بمعنى الكلمة مفترق طُرُق، قلق المتفرّج المشجِّع لا يجب أن يصيب اللاعب ولا أن يلتفت إليه، هو مشروع فقط بالنسبة لمن هم خارج المستطيل الأخضر،..

 

ـ وبإذن الله سنفرح اليوم بعرض كروي رائع، وحصد نقاط المباراة كاملة.. والله المُوَفِّق.