عقدة ابن همام

الواضح منذ أن تولى (محمد بن همام) منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي بدعم من جميع اتحادات الكرة الخليجية والعربية التي منحته الأصوات ليفوز بها.. لأن لغة المال لم تكن وحدها تكفي ابن همام للوصول إلى هذا المنصب، وهذا الرجل يعاني من شيء اسمه (عقدة الشيوخ)، فقد سبق له أن صرح أكثر من مرة واصفاً دورة الخليج بأنها دورة الشيوخ وليس لها اعتبار دولي أو قاري، وربما نسي ابن همام نفسه وأنه لولا دعم الشيوخ في المنطقة للرياضة والكرة لما وصلت الكرة الخليجية إلى البطولات والإنجازات القارية على مستوى المنتخبات والأندية بل تجاوزت ذلك للعالمية.
ويعلم الجميع أن المنتخب السعودي وصل إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات ومعه الكويت والعراق والإمارات، ونتمنى أن يكون هناك نصيب للكرة القطرية والعمانية والبحرينية للعب في المونديال.. ولولا دعم شيوخ دول الخليج الذين يقف أبناؤهم على رأس مسؤولية الهرم الرياضي لما تطورت الرياضة في المنطقة ووصلت إلى الإنجازات القارية والعالمية، فالمسؤولون عن الرياضة في جميع دول الخليج هم من أبناء الشيوخ ومن أبناء أولياء الأمر، ومن خلال مراكزهم الاجتماعية وقربهم لصناع القرار نجحوا في ذلك. وبعد كل هذا (يسخر) ابن همام من كلمة (الشيوخ).. الذين لولا دعمهم المالي له لما وصل إلى رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وما صدر مؤخراً من ابن همام تجاه رجل له تقدير اجتماعي ومكانة خاصة في الرياضة السعودية بل في المجتمع السعودي بحجم الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الإسلامي للألعاب الرياضية يندرج تحت بند (عقدة) ابن همام مع الشيوخ، لدرجة أنه نسي أنه مواطن خليجي قبل أن يكون رئيساً للاتحاد الآسيوي، فخاطب الأمير سلطان بلغة التحدي الخارجة عن أدب واحترام (الشيوخ) في وقت كان الأحرى لابن همام هو ولجنته التنفيذية أن يستفيدا من نصائح الأمير سلطان بن فهد وأن يضعها في برنامج الاتحاد الآسيوي، لأن خبرة الأمير سلطان ونصائحه لم تكن إلا من أجل نجاح الاتحاد الآسيوي، ولو أن ابن همام تعامل مع الكلام باحترام حتى وإن كان كلام الأمير سلطان فيه من الصراحة الشيء الكثير لتعديل وضع الاتحاد الآسيوي وتحسين التحكيم فيه، وقال ابن همام: أحترم رأي الأمير سلطان وسيكون كلامه ورقة عمل للاستفادة من خبراته الطويلة في مجال القيادة الرياضية لكان أفضل له من كلمة (إدانة) التي لا تتناسب مع المقام، ولا أدري لو أن كلام الأمير سلطان جاء على لسان رئيس الاتحاد الياباني أو الكوري أو حتى البنجالي أو الهندي لما خاطبه ابن همام بهذا الأسلوب، إلا إذا كان ابن همام نسي أنه رجل خليجي وعربي ولنا من العادات والتقاليد ما يفرض علينا احترام الشيوخ وأولياء الأمر.. وليت ابن همام تحمل مسؤولية تصريحه ولكنه زيف الواقع وأراد أن يوهم الجميع بأن الإدانة صادرة من اللجنة التنفيذية.