2009-10-17 | 18:00 مقالات

لماذا نخلق المشاكل ثم نبحث عن الحلول؟

مشاركة الخبر      

سبق أن حذرت من أن تتكرر مشكلة مشاركة اللاعبين الموقوفين مع فرقهم في الدوري أو في مسابقات الكبار هذا العام، بعد مهزلة دوري الأولى والثانية في العام الماضي. وهاهي تحدث في مباراة الشباب والوطني في كأس الأمير فيصل، وقد تحدث في دور زين للمحترفين طالما أن اتحاد الكرة يمنح الأندية فرصة مخالفة الأنظمة وبعد ذلك يعاقبها، والمفروض أن يحدث العكس وهو أن تمنعني من المخالفة قبل أن تفكر في العقوبة، والحل أبسط مما تتصور اللجنة الفنية وهو أن تعلن قائمة أسماء اللاعبين الموقوفين على موقع اتحاد الكرة (إذا كان هناك موقع) أو تنشر في الصحف الرياضية حتى يرى الموقع النور.
إن قرار اللجنة الفنية الأخير بحق نادي الشباب وتحويل الفوز للوطني هو عقوبة نظامية، ولكن مشكلتنا الحقيقية في كل المجالات وليس في الرياضة فقط أننا نضع لوائح عقوبات قبل لوائح الخدمات، على طريقة ما يحدث من أمانة جدة عندما تفرض عقوبة قطع الماء على أي عمارة مخالفة وهي عقوبة غير مؤثرة لأن الماء في جدة مقطوع أصلاً!! وهذه عقوبة على خدمة غير موجودة أصلاً!! إن توعية الأندية والتواصل معها أفضل ألف مرة من فرض العقوبات. والكثير من الأمور الغريبة التي حملتها عقوبة الفنية ضد نادي الشباب من أبرزها أن نادي الوطني وهو المتضرر من الخسارة لم يحتج ضد الشباب، لكن اللجنة الفنية أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الوطني أكثر من إدارة الوطني!! وحسب البيان الرسمي من اللجنة الفنية إن تعديلات اللائحة الجديدة تخول لهم مراجعة البطاقات الملونة قبل وبعد المباريات (ولاحظ كلمة قبل)، وإذا كان هذا صحيحاً فلماذا لا تنشر على الملأ قائمة الموقوفين قبل كل جولة دورية أو قبل المباريات بجميع مستوياتها، وبهذا تكون الكرة بكامل محيطها في مرمى الأندية، ويكون اتحاد الكرة بريئاً من أي خطأ ترتكبه الأندية، ويكون الشارع الرياضي والرأي العام مع اتحاد الكرة ضد النادي المخالف.. وهذه فكرة بسيطة تريح اتحاد الكرة من صداع مزمن اسمه مشاركة أي لاعب موقوف مع ناديه.. ناهيك عن إيقاف اللاعب الخيبري شهرين فهو ظلم كبير على اللاعب.
والواضح أن كل مشاكلنا الحقيقية ناتجة عن أننا نخلق المشكلة ثم نبحث عن حلول، والصحيح أن نفكر في الحلول قبل حدوث المشكلة، وهذا يندرج تحت باب (سد الذرائع) بدلاً من أن يقوم اتحاد الكرة بإيقاع الأندية في (كمين) على طريقة رجل المرور الذي ينتظرك في آخر الشارع ليمنح مخالفة عكس الاتجاه دون وجود لوحة إرشادية في بداية الشارع!!
ـ سؤال برئ ازدحم به الشارع الرياضي السعودي، وهو ماذا استفاد المنتخب السعودي من ودية تونس؟ وهل أصبح المنتخب السعودي الكبير باسمه وتاريخه جسر عبور لتجهيز بدلاء المنتخبات الأخرى؟ وهل التوقيت مناسب لمثل هذه المباراة ونحن على بعد سنة وشهرين من أقرب مشاركة في دورة الخليج في اليمن؟ وهل نذبح لاعبينا الدوليين على مقصلة الاحتراف؟ وهل الاحتراف هو إرهاق اللاعبين وعدم منحهم راحة؟ أنا مع توقف الدوري لمنح فرصة للاعبين الأجانب في الدوري السعودي لمشاركة منتخبات بلادهم وهذا شيء مجبرون عليه من فيفا، أما اللعب يوم فيفا فهو أمر اختياري وغير ملزم لأي منتخب في العالم وتحكمه استعدادات المنتخبات لأي مشاركة قريبة.
من هنا أناشد اتحاد الكرة وهو حريص على النقد الهادف بأن يلغي فكرة اللعب في يوم فيفا في الشهر المقبل لأنها لاطائل منها، وإذا كان شراً لابد منه فإن توفير طائرة خاصة أمر مطلوب. وهل يعقل أن تكون إمكانيات نادي الاتحاد مثلاً أكبر من إمكانيات اتحاد الكرة عندما وفر طائرة خاصة لرحلة فريقه إلى طشقند؟!