2009-12-05 | 18:00 مقالات

جدة لمن تفرح اليوم؟!

مشاركة الخبر      

يبدو أن التعادل المثير بهدفين بين الشباب والهلال بعد أن لحق الأول بالنتيجة بعد أن كان متأخراً بهدفين مقابل لاشيء قد صب بالفعل الزيت على النار على مواجهة الأهلي بالاتحاد اليوم، وهي مواجهة كبار شاء من شاء وأبى من أبى، حتى إن كان الأهلي قد فقد إلى حد كبير فرصة الفوز بالدوري في وقت استفاد فيه الاتحاد وهذا حق مشروع له من نتيجة التعادل الشبابية الهلالية التي أفقدت كلا منهما نقطتين.
فالاتحاد وإن كان قد خسر ست نقاط متتالية أمام الشباب والاتفاق فإنه يسعى اليوم للبحث عن الذات وعن النقاط المفقوده في شباك الأهلي، فالاتحاد رغم نقص نور وتكر وكريري يبقى فريقاً مؤثراً وينطبق عليه القول الاتحاد بمن حضر .. وربما نقص الاتحاد يشكل ضغطاً نفسياً رهيباً على الأهلي المطالب بالفوز وليس غيره أمام جماهيره على طريقة كلام المدرجات الأهلاوية (إذا ما تكسبوا الاتحاد في هذه الظروف فمتى تكسبوه)!!
الهلال الذي كان بإمكانه توسيع الفارق مع الشباب إلى ست نقاط فرط في نتيجة المباراة وهذا لايقلل من أحقية الشباب بالتعادل لأنني لازلت متمسكاً برأي قديم قلته وهو أن الهلال فريق يعرف كيف يهاجم ولم يتعلم بعد كيف يدافع ويحافظ على تقدمه .. حتى بعد التعادل الشبابي هاجم الهلال بحثاً عن استعادة فوزه المفقود وهذه المرة تكفل الحارس الكبير وليدعبدالله بصد كرتين هلاليتين انفراديتين من الفريدي وويلهامسون كانت واحدة منهما كفيلة بتحويل نقاط المباراة إلى اللون الأزرق .. ولكن حراس المرمى مظلومون إعلامياً، فمثلاً الدعيع تصدى لجزائية ناصر الشمراني ولكن أين كان دفاع الهلال من متابعة كماتشو للكرة وهو نفس اللاعب الذي سجل هدف الشباب الأول من كرة صدها الدعيع بنفس السيناريو .. إذاً الدعيع ووليد وكماتشو والشلهوب هم الرباعي النجم في المباراة المثيرة في نتيجتها وأحداثها، وأجمل ما فيها الروح الرياضية التي انتهت إليها، وصورة مع التحية لقائد الفريق الاتحادي محمد نور على تصرفاته غير الرياضية في مباراة فريقه أمام الاتفاق .. ولعل أبشعها تصرفه بسحب زميله المنتشري من أمام كاميرا art ومنعه من التصريح رغم أن المنتشري لاعب كبير ويدرك ما يقول ولاعب محترم وليس لاعباً صاعداً، وسبق له أن حقق لقب أفضل لاعب في آسيا .. ولعل خسارة محمد نور لهذا اللقب أثرت عليه معنوياً ونفسياً وجعلته يضع فريقه في موقف حرج أمام الأهلي اليوم وأمام الهلال في المباراة المقبلة في الرياض وهي الأهم للاتحاد في مشوار الدوري.
إن مدينة جدة الحزينة والباكية مما أصابها من كارثة السيول تبحث عن فرحة كروية قد تخفف عن العروس وأهلها مصابهم وتجفف بعض دموعهم بالاستمتاع بمباراة كروية شيقة، وأتوقع أن تحظى مباراة اليوم بحضور جماهيري كبير لأنني لا أثق في تقارير الأرصاد الجوية بأن هناك أمطاراً ستهطل على جدة اليوم السبت.
ويبقى السؤال الغارق في المجهول .. لمن تفرح العروس اليوم للاتحاد الذي يأمل في استعادة الثقة خاصة أن في رصيده 15 نقطة من 7 مباريات أمام الهلال المحافظ على الصدارة برصيد 26 نقطة من 10 مباريات والشباب الثاني برصيد 23 نقطة من 10 مباريات أيضاً، في وقت لايملك فيه الأهلي إلا 11 نقطة من 8 مباريات .. بصراحة الدوري ولع من جديد والحمد لله إنه لا توجد هناك إيقافات .. الله يرضى عليك يا لجنة المسابقات أتركينا نستمتع بالدوري قليلاً لأن كرة القدم أصبحت هي الشيء الوحيد الذي ينسي الناس همومهم وسيولهم، وحتى مشاكل الصرف الصحي ربما تساهم كرة القدم في حلها والتخفيف منها ولو بشكل مؤقت حتى يحلها (الحلال).
أرجوكم يا لاعبو الأهلي والاتحاد، وكل أهل جدة يشاطرون أهالي ضحايا السيول أحزانهم أن تفرحونا اليوم ولو لساعة ونصف فقط ومن يفوز سنبارك له، وإن كنت أرى أن تعادل الهلال والشباب أخرج الاتحاد من غرفة العناية المركزة.. لكن الأمور الفنية من المفترض أن تكون لصالح الأهلي إذا نجح المدرب الأهلاوي المؤقت الفرنسي قويدو في وقف خطورة بوشروان والشرميطي ولوسيانو ومناف، فالاتحاد سيقابل الأهلي بـ60% من قوته على اعتبار أن محمد نور يمثل 40% من قوة الاتحاد فنياً ونفسياً .. وأختم القول بأن مباريات الديربي لا تخضع للأمور الفنية والأدلة على ذلك كثيرة .. المهم إنني لازلت متمسكاً بأن التحكيم الأجنبي هو من أسباب نجاح المباريات وشاهدوا مباراة الهلال والشباب.