الشق الاتحادي أكبر من الرقعة
في الاتحاد في حاجة غلط .. والأمور باتت مكشوفة وعلى عينك ياتاجر .. حتى أصغر مشجع اتحادي أصبح يعرف خفايا الأمور .. حتى الخفايا والأسرار أصبحت معلومات موجودة ومتاحة للجميع على المنتديات في زمن الشبكة العنكبوتية واليوتيوب الذي لا يستطيع معه أحد إخفاء أي معلومة .. وفي الصحافة وحتى في الفضائيات ربما نصطدم بالكثير من بيانات النفي وهذا حق مشروع للأندية، وفي المقابل فإن من حق الإعلامي الاحتفاظ بمصادره الخاصة التي يثق في مصداقيتها .. فالإدارات تنفي أحيانا مايدور في الغرف المغلقة لكنها لاتستطيع أن تنفي ما يحدث أمام الكاميرات، فإدارة الأهلي مثلاً لم تستطع أن تنفي المهزلة والتسيب الذي حدث قبل بداية مباراة الأهلي والوحدة في مكة المكرمة في كأس الأمير فيصل عندما تصرف المدافع إبراهيم هزازي برعونة في سحب شارة الكابتنية من الحارس عبدالله معيوف والتي رفض استلامها أكثر من لاعب قبل المباراة وهذه مسؤولية الإدارة ولاتفسير لذلك إلا أنه (تسيب) .. وإدارة الأهلي نفسها لم تستطع نفي ما حدث في بداية الموسم من اشتباك لاعبين بالأيدي في الباص خلال معسكر الباحة .. وفي المقابل فإن إدارة الاتحاد لم تستطع أن تنفي تصرف محمد نور مع زميله المنتشري في شد قميصه أمام الكاميرا ومنعه من التصريح لقناة art الرياضية بعد مباراة الاتفاق والسبب أن الكاميرا لاتكذب .. وأنا لاألوم المراكز الإعلامية والعاملين فيها لأنهم موظفين عند رئيس النادي ولو كنت مكان أحدهم لما كان أمامي إلا أن أبرر وأدافع عن الإدارة.
ولعل عنوان زاويتي اليوم يتجه بشكل مباشر نحو أروقة نادي الاتحاد العريق الذي أشغل الوسط والرأي العام والناس إن كان بطلاً أو خاسراً .. هذا الاتحاد قضية لم يتحملها ملف وهذه ضريبة الأندية الجماهيرية فكيف بالاتحاد الذي تعودت جماهيره في السنوات الأخيرة على البطولات ولاتتحمل فراقها فكيف بالفريق يخسر كاس آسيا والتأهل لبطولة أندية العالم وبعدها الخروج من كأس فيصل وفقدان نسبة كبيرة من الفوز ببطولة الدوري بنزيف نقاط غير متوقع .. وعندما أقول بأن الشق أكبر من الرقعة فإنني أقصد أن مشكلة الاتحاد لن يحلها عودة مدير الكرة حمد الصنيع، فالنجاح الذي حققه الصنيع في فترة رئاسة منصور البلوي كان له أسبابه، فالوضع الاتحادي كان هادئاً ومستقراً ولم يكن هناك من يحفر أو يحرض أو يخرب .. فالجميع يعرف أن التخريب أسهل من البناء بألف مرة.
وأنا أستغرب الهجوم الشخصي الذي تعرض له المرزوقي بعد مباراة الفتح لدرجة التهديد والوعيد وكأن الرجل ارتكب جريمة في حق النادي .. فهناك الكثير من الإدارات الاتحادية التي خسرت من البطولات أكثر مما حققت، ومصدر التعجب أن المرزوقي جاء من خلال انتخابات شارك فيها الجمهور الاتحادي نفسه .. ربما أختلف مع المرزوقي بأنه انساق خلف آراء آخرين من خارج النادي أوهموه بالحماية وخسر مقابل ذلك أعضاء شرف مؤثرين لعل من أبرزهم منصور البلوي الذي كان وللحق والتاريخ إنه أول من دعم اختيار المرزوقي وساعده في الفوز في الانتخابات ودافع عنه في البداية رغم أن رئيس أعضاء الشرف طلعت لامي والمرشح عبدالإله ساعاتي شككوا ليلة الانتخابات في نزاهتها على مرأى ومسمع في القنوات الرياضية.
أقول بأن حمد الصنيع غامر كثيراً في العودة لأن الأجواء ملتهبة وإمكانياته وأقصد بها التأثير على اللاعبين أقل من محدودة، ولذلك من الصعب أن يقوم بدور المنقذ لمركبة تتلاطمها الأمواج من كل حدب وصوب، وهي المهمة التي فشل فيها حمزة إدريس .. إن الاتحاد بحاجة إلى العودة إلى تصفية القلوب قبل تصفية الحسابات .. ورغم الأدوار الإيجابية التي قدمها منصور البلوي للنادي والنجاحات التي حققها اعتقد أنه بحاجة للخروج من (الأنا) لأنه من الصعب أن يعيش الاتحاد طول عمره في (جلباب منصور) والمطلوب أن يتخلص أبوثامر من عقدة (إما أن يكون الرئيس حسب الطلب والمواصفات وإلا فأنني ضده .. أذكر أن سؤالاً وجه للبلوي بعد فوز الاتحاد على ناجويا الياباني وقال: لاتسألوني أنا بعيد عن الوسط الرياضي .. إذاً لماذا خرج في العربية بعد خسارة الاتحاد للنهائي أمام بوهانج وقال بالحرف الواحد كلام صب الزيت (الأسود) على النار (الصفراء) .. ربما كلامي لايعجب منصور فأنا مع الحق إن شاء الله وسأظل وهذا شعاري مع الاتحاد وكل الأندية.