مثلٌ من الإمارات
أول سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أشاهد نهائي كأس رئيس الدولة في الإمارات على ملعب زايد في أبو ظبي كان: ماذا لو حصلت الأخطاء التحكيمية في هذه المباراة خلال نهائي مماثل في السعودية؟ وكم كان الحكم فريد علي غرق في تصريحات وانتقادات عنيفة.
لقد خسر الوحدة أمام الجزيرة بأربعة أهداف نظيفة، ولم يحتسب الحكم للفريق الخاسر ركلة جزاء صحيحة، وألغى له هدفاً صحيحاً بداعي التسلل، ومع ذلك انحصرت ردة فعل الوحدة بتصريح لمديره عبدالله صالح قال فيه: إلى متى يتم التمسك بمبدأ دعم التحكيم الإماراتي؟ أما المدرب النمساوي هكبيرغر فاكتفى بالقول: إن عدم احتساب هدف لنا كان نقطة التحول في المباراة.
لنأخذ حدثاً مماثلاً في السعودية: مباراة في الدوري "ليس في نهائي الكأس" بين النصر والأهلي، حيث وقع الحكم سعد الكثيري في أخطاء أضرت بالنصر فرفعت إدارة النادي الأخير شكوى رسمية للرئيس العام لرعاية الشباب، وقالت في بيانها إن ما مارسه الحكم من إجحاف وظلم تجاوز فعلاً حدود الأخطاء التقديرية.. فيما شدد رئيس النادي على "أن الدرجة الأولى والثانية هي المكان الأنسب للحكام المحليين لتكونان حقل تجارب لهم".
الشكوى من الحكام المحليين لا تقتصر على نادي النصر وحده فقد أصبحت حالة شائعة وعامة من دون أن يعفى الأجانب أيضا من النقد، مثل قول كالديرون مدرب الهلال عن الحكم الأجنبي لمباراته مع الشباب: أستغرب مستوى التحكيم الأجنبي هذا الموسم، وأتمنى أن يتم الاعتماد على الأفضل منهم أو نبقي على الحكام المحليين الجيدين".
وقبل كالديرون كان جوزيه مدرب الاتحاد السابق قد قال إن الأخطاء التحكيمية تخدم في المقام الأول مصلحة نادي الهلال.. وإذا أخذنا هذا بعين الاعتبار إضافة إلى (حسبة) رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي التي تفضي إلى خسارة النصر 12 نقطة بسبب التحكيم. فإننا لن نتوصل إلى تحديد بطل حقيقي للدوري.
وبعد.. فللمرة الثانية يبعد الحكم السعودي عن نهائي كأس ولي العهد، وهذا لا يسهم أبداً في تطوير التحكيم، فيما نرى في الإمارات تصميماً على دعم الحكام المحليين، وهذا رأي صائب لأن الشكوى من الحكام لن تنتفي سواء كانوا محليين أم أجانب.