لا تخرجوا قبل
الصفرة الأخيرة
أكثر ما يزعجني الجمهور، وخاصة السعودي، حين يتجاهل إحدى قواعد كرة القدم، وهي أن المباراة لا تنتهي إلا حين يطلق الحكم الصفرة الأخيرة، فيبادر إلى الخروج وإخلاء المدرجات في لحظات اليأس من تعديل نتيجة فريقه الخاسر.
وأقل ما يقال في ذلك، أن هذه الحالة تزيد من إحباط الفريق الخاسر، وتجعله من الناحية النفسية مستسلماً للنتيجة السلبية، فيكون تأثير الجمهور كبيراً، وقلماً (تنجو) الفرق من هذه الظاهرة السلبية فتنجز في دقائق أخيرة ما عجزت عنه طوال المباراة.
المشهد الأخير للجمهور الذي لا يتحمل الخسارة ولا يؤمن بمفاجآت الدقائق الأخيرة، كان للجمهور الهلالي في مباراة ربع النهائي لكأس سمو ولي العهد أمام الأهلي، حيث شهدت المدرجات تناقصاً مضطرداً لهذا الجمهور بعد إضاعة ركلتين ترجيحيتين، ولكن الحارس المتألق حسن العتيبي جعل هذا الجمهور الهارب من وجه الهزيمة يندم حين صد ثلاث ركلات أهلاوية، محولا الخروج من الكأس إلى تأهل، فاستحق الفرحة العارمة من بقي في المدرجات يشد أزر اللاعبين.
نحن لا نأخذ العبر والدروس من الأحداث المهمة ومن الدقائق المجنونة التي حولت الخسارة إلى فوز في مباريات عالمية، فهل ينسى متابع لكرة القدم كيف حول ما نشستر يونايتد تأخره بهدف أمام بايرن ميونخ في نهائي دوري أبطال أوروبا إلى فوز في خلال ثلاث دقائق من الوقت بدل الضائع حين سجل هدفين.
وهل ننسى خروج فرنسا من تصفيات مونديال كأس العالم 1994 حين سجل كوستادينوف هدف التعادل في وقت كانت المباراة تلفظ ثوانيها الأخيرة، وهل ننسى هدف أنييستا في مرمى تشلسي في موسم 2008 – 2009 في الوقت بدل الضائع ليتأهل برشلونة إلى نصف النهائي، ومن ثم يفوز بكأس أوروبا، وهل ننسى وهل ننسى؟
مباراة الرياض بين الهلال والأهلي كانت ممتعة ومثيرة وحماسية برغم النقص الكبير في صفوف الهلال، وبرغم عدم مجاراة الأهلي له إلا في دقائق قليلة في مستهل الشوط الثاني ونجح في تسجيل هدفي التعادل في ثلاث دقائق.
شهدت المباراة مفارقات عدة وأبرزها أن مهاجم الأهلي فيكتور الذي واصل تسجيل الأهداف للمباراة العاشرة على التوالي، هو الذي أعاد الأهلي إلى المباراة بتسجيله هدف التعادل، وهو ذاته أخرجه بإهدار الركلة الأخيرة.