وجه السعد ووجه الوعد
عهد جديد ينتظر الكرة السعودية بشكل خاص والرياضة في المملكة بشكل عام، بعدما تسلم الأمير نواف بن فيصل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، خلفاً لعمه الأمير سلطان بن فهد الذي خلف والده المغفور له الأمير فيصل بن فهد – يرحمه الله.
الأمير سلطان كان استقى المهام الرياضية ومفاهيمها ومكنوناتها من شقيقه الراحل الأمير فيصل ومن منصب نائب الرئيس، وها هو الأمير نواف يخاطب الأمير سلطان في ليلة الوفاء له: أنا شخصياً من أكثر الشباب سعادة أن بدأت حياتي العملية في هذا القطاع تحت نظرك الكريم.
إذاً النهج مستمر: من باني القاعدة الأساسية للرياضة السعودية وصانع انتصاراتها الأمير فيصل إلى مكمل المسيرة مع التحديات المستجدة الأمير سلطان، إلى الأمير نواف الذي يقف على عتبة عهد جديد تحت عنوان تحديات المستقبل.
ولم تتوقف الإنجازات بشقيها في عهد الأمير سلطان وأبرزها التأهل لكأس العالم مرتين والفوز مرتين بكأس الخليج ووصافة أمم آسيا، ولكن ذلك ترافق مع عدم التأهل للمونديال وخسارة كأس الخليج والخروج من الدور الأول لأمم آسيا.
ويأتي الأمير الشاب في خضم هذه الإخفاقات وعلى أبواب تحديات المستقبل، وتواجهه عشرات الملفات ليس موضوع منتخب الكرة سوى نقطة في بحر تلك الملفات، ولا يستطيع الرئيس العام الجديد اتخاذ معالجات وقتية أو إجراءات تجميلية وهو يدرك أن مهماته جذرية وتأسيسية وإلا فكيف سنطلق على الحقبة المقبلة تسمية (عهد نواف).
حين أطل الأمير سلطان بن فهد كرئيس وواكب ذلك إنجازات وانتصارات سمي بـ(وجه السعد)، وبالطبع فإن ذلك لا يعني أن الأمير سلطان محظوظ وأن عرافة قرأت في كفه هذا النجاح، بل إنه شمر عن ساعديه وعمل بجد وإخلاص، وليس أدل على ذلك أفضل من كلام الأمير نواف ليلة الوفاء: (علمت ولمست وأدركت مدى جهدك وحرصك على تقديم كل ما بوسعك).
والآن حين يطل الأمير نواف بن فيصل، نقول إنه (وجه الوعد) إنه الرجل الواعد وابن الرجل الذي أرسى قواعد الرياضة في السعودية، وهنا يأتي قول سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز راعي ليلة الوفاء للأمير سلطان بن فهد: (إن غاب فينا سيد قام سيد) كأبلغ تعبير وخير وصف لهذه المرحلة.