كافئوا اليمن
انتظرت اليمن سنوات وسنوات لتنضم إلى دورة الخليج العربي في كرة القدم وحققت حلما بالموافقة على إقامة الدورة العشرين على أرضها لتأخذ، مثلها مثل باقي الدول الأخرى في الخليج حقها في تطوير منشآتها الرياضية وبناها التحتية كسبيل وحيد لتطوير ألعابها الرياضية وخاصة كرة القدم..
ـ فالكل يعلم أن دورة الخليج كانت سببا رئيسيا في تطوير لعبة كرة القدم في المنطقة، وبفضلها باتت فرق ومنتخبات الخليج تقارع نظيراتها في باقي الدول العربية، وخصوصا دول شمال أفريقيا وآخر مثال على ارتقاء كرة القدم في المنطقة الخليجية بفضل دورة الخليج المنتخب العماني الذي ظل يلازم المركز الأخير طويلا قبل أن ينافس على اللقب في دورتين متتاليتين وخسرهما بالرغم من أنه كان الأفضل ولكنه يحتاج إلى خبرة أكبر..
ـ لقد دعمت دول مجلس التعاون اليمن بإقامة الدورة العشرين على أرضها من منطلق المساعدة في تطوير اللعبة، وعملت حكومة اليمن وفعالياتها الرياضية بكل ما توفر من وسائل ليكون البلد الفتي على قدر التحدي وعلى قدر الثقة التي أولاها له أشقاؤه، ولكن عمله اصطدم بمطبات أشبه بقنابل موقوتة أخذ أصحابها بنزع فتيلها مستهدفين أمن البلاد والعباد بما في ذلك الحدث الرياضي الأهم في تاريخ اليمن..
ـ وواجه الإخوة في اليمن الأعمال الإرهابية بعناد وتصميم كبير، ولاسيما بعدما انتقلت الأحداث الأمنية من مناطق بعيدة إلى الداخل وأخذت تطال المؤسسات الرياضية التي تدخل في نطاق دورة الخليج..
ـ ومع ذلك ومع أن الإعلام العربي غاص في دوامة إقامة الدورة في اليمن أو نقلها أو تأجيلها، بقي الأخوة في اليمن على ثباتهم وعلى حماسهم ولم يضعفوا أمام أي تطور أمني ولم يتراجعوا ولم تكل عزيمتهم..
ـ وباستثناء دولة خليجية واحدة أبدت مخاوفها من إقامة الدورة في اليمن، فإن معظم الدول الخليجية بقيت على موقفها المتضامن مع الإخوة اليمنيين، وكانت آخر جرعة دعم من الأمير سلطان بن فهد الذي أكد على وجوب إقامة الدورة في مكانها..
ـ وهذا هو الموقف السليم، فاليمن يجب أن تكافأ على عدم تراجعها أمام الإرهاب وكلنا معها في هذه (الحرب) لأنها تقف في وجه موجة تخريبية وجهتها العالم العربي، وأصبحنا في هذه الحالة أمام معادلة: من يتخلى عن إقامة كأس الخليج في اليمن، فإنه كمن يعلن وقوفه إلى جانب الإرهاب..
ـ إن اليمن يخوض حربا مصيرية وانطلاقا من مقولة:" السياسة في خدمة الرياضة"، والعكس صحيح فإننا كرياضيين مع إقامة كأس الخليج في اليمن.