الأهلي يفتش عن عزاء
تحول جمهور أهلي جدة من عاتب وغاضب على فريق كرة القدم إلى متهم لحكم مباراته مع الشباب في الجولة العاشرة، فبعدما رفع لافته (سيدي الأهلي.. إلى متى صبري) لوح بفئات مختلفة من العملة الورقية في المدرجات تعبيرا عن عدم رضاه عن الحكم فهد المرداسي الذي احتسب ركلتي جزاء للشباب حققتا الفوز بالنقاط الثلاث فيما تغاضى عن احتساب ركلة جزاء لمهاجمه العماني عماد الحوسني..
ـ هذا الاتهام لحكم سعودي عشية تسميته أصغر حكم ينال الشارة الدولية يذكر بالنقد اللاذع للحكم الدولي خليل جلال الغامدي عشية اختباره لقيادة مباريات كأس العالم الأخيرة مما يعيدنا إلى المثل الشعبي: زمور الحي لا يطرب..
ـ ولكن هذا الاتهام القاسي للحكم يأخذ أبعادا خاصة ولا سيما أنه صدر عن جمهور ناد منحه خادم الحرمين الشريفين جائزته للتفوق الرياضي بعد نيله أربع بطولات خارجية (بينها واحدة فقط في كرة القدم وعلى الصعيد الخليجي) وأسبغ عليه صفة سفير الوطن، وذلك بعد سنوات ليست بعيدة من تسمية الأمير سلطان بن فهد للنادي الأهلي بالنادي الراقي..
ـ وإبراز الفئات الورقية النقدية من المدرجات تعبير واضح على الاتهام الضمني، وهذا ما لا يجوز ما لم يكن مثبتا، ويذكرنا هذا التصرف برفع الرايات السود من قبل الجمهور ذاته في مناسبة سابقة، وهي حركات احتجاجية واتهامية ليست مستساغة من قبل المجتمع..
ـ كان الأفضل أن يقتصر الاحتجاج الأهلاوي في مباراته الأخيرة على ما دأب عليه رئيس النادي الحالي الأمير فهد بن خالد، كما الرؤساء السابقون للأهلي، والرؤساء الحاليون والسابقون للأندية الأخرى في انتقاد الحكم بعد كل مباراة تخسرها أنديتهم طالما أن أجسام حكام الكرة السعودية باتت (لبيسة) للاتهامات، فيما الحكام (الخواجات) معفون من ذلك برغم أنهم يخطئون في ملاعب المملكة كما في ملاعب كأس العالم..
ـ ولا بأس إن بقينا ندفع المبالغ الطائلة للحكام الأجانب، ونخص حكامنا المحليين بالفتات ونحرمهم من اكتساب المزيد من التمرس وصولا إلى المزيد من الخبرة لتمثيل بلادنا في الخارج أفضل تمثيل، وهو ما حاصل الآن للحكام السعوديين بشكل خاص..
ـ قد يكون الحكم المرداسي أخطأ في احتساب الركلتين للشباب وعدم احتساب الركلة للأهلي، وقد يكون الأخير أحق بالفوز أو يستحق التعادل، ولكن نقاط هذه المباراة ونقاط المباراة المؤجلة فيما لو كسبها الأهلي فإنها لن ترفع (قلعة الكؤوس) إلى أبعد من منطقة الوسط، وهذا بالطبع أفضل من مجاورة ذيل القائمة التي استقر فيها الأهلي مدة طويلة قبل أن يبتعد عنها بنقطة واحدة أمام الفتح الذي له بدوره مباراة مؤجلة..
ـ الأهلي لم يجمع سوى 7 نقاط من أصل 30 ولم يحقق الفوز سوى مرتين، وتعرض لست خسارات بينها أربع متتالية، ومعظمها كانت على أرضه.. والأهلي يخسر (ديربي) جدة للعام الثاني على التوالي، ولا يتميز بأي شيء في دوري هذا الموسم، فلو تمكن من التفوق على جاره اللدود لكان له عزاء واحد على الأقل، مثلما كان للنصر عزاء التغلب على غريمه التقليدي الهلال بطل الموسم الماضي (بطل مسابقتين ووصيف البطولتين الأخيرتين)..
الأهلي هذا الموسم محاصر ومقيد بالنتائج السيئة ولا ندري كيف سيكسر هذا القيد، فإن لم يقدر فعليه أن يفتش عن عزاء.