2010-07-23 | 18:00 مقالات

(علمينا يا برازيل)

مشاركة الخبر      

انتهى مونديال جنوب أفريقيا وغابت البرازيل مرة ثانية على التوالي عن المنصة، كما استمر غياب الأرجنتين الطويل، من دون أن تشفع لها لا هيبة مارادونا ولا عبقرية ميسي ولا قوة الهجوم، لتهيمن أوروبا على المونديال الأفريقي بعد المونديال الألماني هيمنة كاملة.
وبالإمكان القول إن مونديال 2010 كان مونديال أوروبا بامتياز، لذا تستعد أمريكا الجنوبية بقيادة البرازيل صاحبة الخمس نجوم لاسترداد زمام المبادرة ولاسيما أن النسخة الـ20 من كأس العالم ستنظم على أرض راقصي السامبا.
الخروج المهين للبرازيل من المونديال الأفريقي الجنوبي، كان الشرارة التي أشعلت حماسة الاستعداد المبكر لتنظيم المونديال المقبل، وما جعل تلك الشرارة "تشرقط" تصريح بلاتر رئيس "الفيفا" عن عدم رضاه عما ينجز لاستضافة المونديال، مما استدعى رداً من رئيس البلاد لولا، وفي ذلك دلالة واضحة على عزم البرازيليين تقديم الأفضل في كل المجالات.
ويبدو أن البرازيليين يتطلعون إلى تنظيم مونديال مثالي، فهم بدأوا بخطوات لتهيئة المجتمع البرازيلي لاستضافة هذا الحدث الكبير بما يتناسب مع سمعة البلاد الكروية وبما يرقى إلى تعلق الشعب باللعبة وبما يوازي الرقي في الأداء وفي فنون كرة القدم.
ولعل مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس الشيوخ في البرازيل بمنع الشتائم والهتافات التمييزية وكل ما من شأنه أن يبدو من الجمهور وأن يحرض على العنف هذا المشروع سيكون منارة وعبرة لكل الدول التي باتت تعاني أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية من جراء تعصب جماهير كرة القدم.
وعلى ما يبدو أن عقوبات رادعة تصل إلى السجن مدة سنتين، ستضع المشاغبين تحت طائلة المسئولية بعد اعتماد الوسائل التقنية لرصد المخلين مع حظر الألعاب النارية في الملاعب ومنع الملصقات واللافتات التي تثير الحساسيات.
وأكثر من ذلك يشتمل المشروع على إجراءات لإصلاح الأخلاق لناحية تنظيم المسابقات وعلى معاقبة كل من يحاول التلاعب بالنتائج بالسجن لمدة تصل لست سنوات.
إنه أصلاح رياضي متكامل تعده البرازيل تحضيراً لاستضافتها مونديال 2014 والأولمبياد 2016 وإذا كان رئيس مجلس الشيوخ اعتبر المشروع في مصلحة الشعب البرازيلي فإنه في الواقع يعين كل الحكومات في العالم التي تشكل الرياضة حيزاً هاماً من حياة شعوبها.
ونحن الأكثر حاجة للاطلاع على هذا المشروع والاستفادة من الايجابيات، لأننا نعاني من الفوضى في تنظيم رياضتنا وصار عندنا فائض في هذه المشاكل من دون حلول جذرية أو علمية أو عملية.
نحن عاجزون في لبنان مثلاً على تنظيم مباريات حتى للمنتخبات الوطنية تخلو من شتائم الجماهير بعضها لبعض والمصيبة الكبرى هنا أن الجمهور لا يصنف مع هذا الفريق أو مع ذاك بل هذا الحزب السياسي أو ذاك وأكثر من ذلك مع هذه الطائفة أو مع تلك.