2010-06-25 | 18:00 مقالات

أوروبا قارة عجوز حقاً

مشاركة الخبر      

حتى ولو تأهلت إيطاليا وأسبانيا أو سويسرا فإن ذلك سيتم بشق الأنفس ومن عنق الزجاجة، تماماً كما كان تأهل ألمانيا (بفارق الإصابات عن غانا) وانجلترا بفارق الإصابات أيضاً وخلف الولايات المتحدة، وربما ستكون هولندا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تتأهل بنقاط كاملة، بينما هذا الشرف نالته الأرجنتين وربما ستناله اليوم البرازيل أيضاً، (كتبت هذه السطور قبل بدء مباريات الخميس)، ولا ننسى تشيلي صاحبة النقاط الـ6 قبل لقائها اليوم إسبانيا، هذه النتائج الباهتة لأوروبا تقابلها نتائج باهرة لأمريكا الجنوبية ولأمريكا الشمالية اللتين ضمنتا تأهل كل ممثليهما، فيما حفظت غانا ماء الوجه لأفريقيا، وكوريا الجنوبية لآسيا، وربما اليابان أيضاً على حساب الدانمارك.
ولكن الصفعة الأوروبية الكبرى تمثلت بالخروج المذل لفرنسا بطلة العالم 1998 ووصيفة 2006، ما يذكر بكارثة مونديال 2002 الذي دخله الفرنسيون كمدافعين عن اللقب، وخرجوا من الدور الأول من دون أن يسجلوا أي هدف، وهاهم الآن يخرجون من الدور الأول ومن المركز الأخير وبدون فوز ولكن بتعادل وبهدف يتيم.
ولعل النزاهة تخفف من وطأة فضيحة هذا الخروج لدى الفرنسيين لأن التأهل لهذا المونديال ترافق مع فضيحة الهدف الحاسم الذي سجله تيري هنري في مرمى أيرلندا بيده.
ألمانيا التي أرعبت الجميع بمهرجانها الهجومي وأهدافها الأربعة في المباراة الافتتاحية أمام أستراليا، تلاشى صوت مدافعها لتسقط من السماء الرابعة أمام صربيا، ولتخسر كلوسة رجل المباراة الأولى بالطرد في المباراة الثانية، ولتعاني كثيراً في المباراة الثالثة أمام غانا فلا تجد سوى التركي الأصل مسعود أوزيل لينقذها بهدف مباغت صنعه لنفسه ليثبت أنه حقاً صانع الألعاب في الفريق الألماني وصانع تأهله أيضاً.
انجلترا أيضاً أعطت صورة ضعيفة عن أوروبا ولم تتأهل إلا بهدف في مرمى الفريق السلوفيني الضعيف، وبعدما عجزت عن اختراق الفريق الجزائري المهزوم أمام السلوفيني، وقبله الفريق الأمريكي.
وبرغم التأهل فإن انجلترا لم تبهر فلم تسجل سوى هدفين ولم تجمع أكثر من 5 نقاط وغاب لاعبوها الكبار عن الموعد وخاصة روني الذي استمر في صيامه الطويل عن التهديف، وبدت التشكيلة الانجليزية مريضة من دون أن يتوصل الإيطالي كابيلو إلى تقديم (الروشتة) المناسبة التي تشفي العليل أمام فرق عادية، فما بالك في دور الـ16 أمام الماكينات الألمانية.
إيطاليا بطلة العالم، سواءً كانت متأهلة بعد كتابة هذه السطور أو لا، فهي محاطة بالشكوك والآمال في آن معاً، وكان قائدها كانافارو رمزاً لتبدل التشكيلة من الفتوة إلى الكهولة، فهو تسبب في الهدفين اللذين هزا شباكها في المباراتين، فيما كان دي روسي يمثل بصيص تلك الآمال بتسجيله هدف التعادل أمام الباراجواي وتسبب في الهدف الثاني أمام نيوزيلندا الذي سجله ياكوينتا من علامة الجزاء.
وأكثر ما يحير في المنتخب الإيطالي الأخطاء الدفاعية، وهو المنتخب المشهور بقوته في الدفاع، وقد جاء الهدفان في مرماه من ضربتين ثابتتين والضعف الإيطالي لا يكمن فقط في الهجوم، بل في كل هجمة يشنها الخصم.
الانطباع السائد، في ظل هذه الصور المهزوزة للكرة الأوروبية في الدور الأول، أن الكأس ستعود لأمريكا الجنوبية، وتحديداً إلى أحد قطبيها البرازيل أو الأرجنتين.