ركلة البداية ضعيفة
حتى الجولة الأولى من الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا، لم تكن سوى ألمانيا عند حسن الظن، فيما كانت إسبانيا أسوأ الفرق المرشحة، أما منتخبا البرازيل والأرجنتين فلم يقنعا كثيراً، فكل هذه المواهب الهجومية عند البرازيل ومع الكرات العشر التي سددت في اتجاه الخشبات الثلاث لمرمى كوريا الشمالية، وهي التسديدات الأكثر منذ بداية المونديال (مقابل 9 لألمانيا) ومع الفارق في كل شيء البرازيل وكوريا الشمالية، لم يسجل البرازيليون سوى هدفين وتعرضت شباكهم للاهتزاز بالرغم من الميل الواضح لأدائهم نحو الدفاع، أما كاكا الذي يفترض أن يكون الأبرز كونه يعتبر ثاني أفضل مبتكر للفرص في الدوري الإسباني بعد كزافي (26 مقابل 28).
الأرجنتينيون أيضاً المشهورون بقوة الهجوم وبميسي أفضل لاعب في العالم لم يسجلوا سوى هدف في مرمى نيجيريا، ولا عزاء لهم هنا في تألق الحارس النيجيري إنييما، فميسي هو صاحب الرقم القياسي في عدد المحاورات الناجحة في الليجا الإسبانية مع برشلونة (145) والمهاجم الآخر مليتو كانت نسبة تسديداته داخل الخشبات الثلاث هذا الموسم في دوري الأبطال مع إنتر 83 بالمئة وسجل 6 أهداف منها 2 في النهائي.
فهل تتكرس مقولة ميسي مع برشلونة غير ميسي مع الأرجنتين كما تكرست سابقاً مقولة رونالدينيو مع برشلونة غير رونالدينيو مع البرازيل!! (اللهم إلا إذا سجل أمام كوريا الجنوبية).
إيطاليا يبدو أنها باتت متخصصة بالأهداف من الكرات الثابتة فهدفها في مرمى الباراجواي هو الثامن من أهدافها الـ13 الأخيرة في المونديال من الكرات الثابتة، أما الحارس بوفون والذي صد 93 بالمئة من التسديدات في كأس العالم الأخيرة (دخل مرماه هدفان في 7 مباريات) وقد خرج من المونديال بعد الإصابة في شباكه والإصابة في مرماه.
انجلترا تعاني ضعفاً واضحاً في الحراسة وقد حصل ما كان يخشاه الانجليز بأن يصبح مركز الحراسة سخرية المونديال، وهذا ما فعله الحارس جرين أمام الولايات المتحدة.
إسبانيا كرست المعادلة من جديد نجمة في التصفيات وسيئة في النهائيات، وجاءت خسارتها في مباراتها الافتتاحية أمام سويسرا (الخسارة الأولى في 18 مباراة بينهما) لتكون أكبر مفاجآت الجولة الأولى.
ألمانيا ضربت بقوة المرمى الأسترالي.. وجرس الإنذار لباقي الفرق المرشحة ولعل الإيجابية الأبرز هي أن معدل أعمار لاعبيها هو الأصغر منذ بدء كأس العالم (24 عاماً و16 يوماً) وقد هبط معدل الأعمار بغياب بالاك (33 عاماً) ورولفز (28).
ومع أن عدداً كبيراً من النجوم المفترض أن يتألقوا خيبوا الآمال حتى الآن، إلا أن الخائب الأكبر هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، فهو أسوأ مهاجم في أوروبا مع منتخب بلاده، إذ سدد خلال التصفيات 35 كرة من دون أن يسجل أي هدف (وهذا رقم قياسي) وكذلك لم يمرر أي كرة حاسمة خلال 7 مباريات، وهو منذ الدور الأول لبطولة أمم أوروبا 2008 لم يسجل سوى مرة واحدة مع منتخب البرتغال ومن ركلة جزاء، رونالدو لم يفعل شيئاً أمام ساحل العاج ليستمر مسلسل العقم في التهديف.
بالطبع مازال الوقت مبكراً للحكم على هذا المونديال وعلى فرقه ونجومه، وخاصة أننا نعرض للجولة الأولى التي غالباً ما تقدم خلالها الفرق الصغيرة كل الجهود وكل ما عندها لإحراج الفرق الكبيرة.