ظلموه
كنت سأكتب الأسبوع الماضي عن استفتاءات نهاية الموسم الكروي والرياضي لاختيار أفضل النجوم، ولكن صدور القرارات التاريخية لاتحاد الكرة أخرت الموضوع إلى هذا الأسبوع، ومع أن الوقت قد مضى، غير أني أردت أن أعطي رأيي كإعلامي عربي محايد، بالرغم مما يربطني من علاقة عمل وصداقة مع "الرياضية" وعلاقة ود ومحبة مع الرياضي ومع القناة الرياضية.
العنوان الذي وضعته للاستفتاءات وهو (ظلموه) لم أغيره على الرغم من أن المظلوم في نظري هو محمد نور، قد أنصف في جائزة أفضل لاعب وسط في آخر استفتاء وهو استفتاء (الرياضي – دايهاتسو)، وهذا كان منتظرا لأن محمد نور لا يمكن أن يظلم حتى من أقرب الناس إليه.
جلست إلى جانب اللاعب الفذ الذي ضيّع على الاتحاد كأس الأبطال في آخر لحظة ثم أعاد اللقب في آخر تسديدة، ولم أكن أجامله حين قلت له إن الاستفتاءات لم تنصفك.. ففاجأني بالقول: "عليك مني.. فالأسباب معروفة.. ولكن كيف يغيبون ياسر القحطاني الذي أقول إنه تغلب على مشاكله وفرض نفسه كهداف في سلسلة مباريات هامة، أقسم بالله أنه هو المظلوم الأول..".
لم يكن ياسر أفضل مهاجم في الاستفتاءات الثلاثة، بل لم يكن بين أفضل ثلاثة، في بعضها ولم يكن له ذكر في بعضها الآخر، بالرغم من أنه سجل 9 أهداف في الدوري و4 في كأس الملك و4 أخرى في تصفيات دوري آسيا للمحترفين وهدفين في كأس ولي العهد.. وثمة إحصائية دلت أن ياسر القحطاني سجل أهدافاً في 11 مباراة متتالية.
ونعود لمحمد نور الذي قاد الاتحاد للفوز بكأس الملك للأبطال وللمركز الثاني في دوري زين للمحترفين وهما أهم مسابقتين، وكان له تأثير كبير فيهما بأهدافه وقيادته وتمريراته الحاسمة وتألق كنقطة تحول في الفريق.
وللأسف فإن البعض اعتبر وصول الاتحاد لنهائي دوري آسيا للمحترفين هزيمة لعدم فوزه بالبطولة، ولم يجيروا لمحمد نور أي رصيد، بل اتخذوا من خروج "العميد" في البطولة الحالية حجة لانطفاء وهج محمد نور طبقاً للمعادلة الخاطئة، فتش عن محمد نور إذا كان الاتحاد فائزاً أو خاسراً.
إقصاء نور عن الاستفتاءات لاختيار نحوم الموسم (باستثناء صحيفة الأقربين) في كفة وإقصاؤه عن (منتخب بسيرو) في كفة.. فهذا ليس له أي مبرر إطلاقاً، والعجب هنا يأتي من خارج الحدود: كيف يستبعد نجم كمحمد نور من قائمة المنتخب السعودي.. إنه أحد أفضل لاعبي كرة القدم في الوطن العربي حالياً.. شهادات سمعناها وقرأناها ليس في هذه الفترة بل في كل الفترات.
الاستفتاءات أصابت في اختيار أسامة هوساوي ووليد عبدالله، ولو كانت جائزة أفضل حارس ضمن جوائز جريدة "الرياضية" لما ذهبت لغير حارس الشباب والمنتخب، والحمد لله أن "الرياضية" خصت هداف الدوري بجائزة وإلا لكان محمد الشلهوب غاب عن قائمة الأفضل.