2010-04-09 | 18:00 مقالات

حدة بلاتر وحنكة ابن همام وحكمة سلطان

مشاركة الخبر      

اختيار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزف بلاتر المملكة العربية السعودية نقطة انطلاق حملته لتجديد ولايته، يؤكد مكانة المملكة وأهميتها وثقلها في المنطقة العربية، خصوصاً أن بلاتر أكد أن زيارته للسعودية هي في إطار تلقي الدعم لترشيحه لرئاسة (الفيفا) وقد تأكدت أهمية زيارة بلاتر للرياض حين استقبله ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وبلاتر الذي حاول الإيحاء بأن استمرار رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام في معارضة ترشيحه لفترة إضافية، سيؤثر على ملف قطر لاستضافة كأس العالم في 2022 إذ ركز على ضرورة تنظيم عربي موحد للمونديال انطلاقاً من حق الدول العربية بأن تنظم هذا الحدث العالمي.
وقد أعلن بلاتر عن هذا الاقتراح صراحة حين قال إنه طلب من الأمير سلطان بن فهد تقديم طلب للفيفا لطرح كيفية استضافة وتنظيم نهائيات كأس العالم في الدول العربية ودول مجلس التعاون.
الأمير سلطان بن فهد الذي أشار إلى أن لقاءه بلاتر لم يتطرق إلى انتخابات (الفيفا) أكد دعم السعودية للملف القطري متمنيا أن يكون ملفاً كاملاً.. وفي الوقت ذاته أكد أن بلاتر هو صديق (في الأساس) للسعودية.
وحين يفتتح بلاتر معركته لرئاسة (الفيفا) من السعودية، فلأنه يقدر مدى الدعم الذي قدمه له الأمير الراحل فيصل بن فهد (رحمه الله) حين فاز برئاسة الاتحاد الدولي.
وربما يفسر الهجوم (البلاتري) على ابن همام حين صرح بأن الأخير لا يصلح إطلاقاً لرئاسة (الفيفا) بأن رئيس (الفيفا) بدأ يحسب حساباً لابن همام الذي يخوض حرباً نفسية ضد السويسري.
فابن همام لم يعلن ترشيح نفسه صراحة لرئاسة (الفيفا) بل قال إنه سيكون للاتحاد الدولي رئيس من آسياً، أي أن هذا الرئيس الآسيوي سيكون الكوري الجنوبي الدكتور جاي تشونج، إن لم يكن ابن همام نفسه، وخشية بلاتر هنا أن الكوري الجنوبي انقلب من العدو الأول لابن همام إلى الحليف الأول، وهذا ما يجعل آسيا (في الجيب) سواء كان المرشح ابن همام أو تشونج، والأصوات الآسيوية توازي تماماً الأصوات الأوروبية.
ولقد كان ابن همام ذكياً ومحترفاً حين رد على الكلام القاسي لبلاتر عنه، بكلام حوله دفاعاً عن آسيا حين قال نحن في آسيا لدينا الكفاءات والطموح والتفكير.. وأتبع ذلك بكلام عن احترامه لبلاتر لما قدمه خلال الـ12 عاماً كرئيس للفيفا وخلال جهوده في 35 عاماً لتطوير الكرة.
ولعل ابن همام أجاد توقيت إعلانه سحب ترشيحه لرئاسة الاتحاد العربي، في الوقت الذي زار فيه بلاتر السعودية، وهذا سيزيل على الأقل مرحلة التشنج التي أعقبت انتخابات تنفيذية (الفيفا) والتي جاءت نتائجها صعبة على ابن همام بنجاحه بفارق صوتين أمام الشيخ سلمان بن إبراهيم الخليفة رئيس الاتحاد البحريني.. فانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي آتية (في العام 2011).
خلاصة القول إن محمد بن همام نجح في إذابة الجليد مع (خصومه الجدد) في آسيا والخليج، وخصوصاً إعادته العلاقة مع السعودية إلى الاستقرار والصفاء وكذلك عودة المياه إلى مجاريها مع الكوري الجنوبي الدكتور تشونج، وهذان أمران يجعلان موقف الشيخ سلمان آل خليفة المؤيد جهارا لبلاتر كموقف أوروبي مؤيد لابن همام.