الحرف ال29 - حاربوا (وصاية) الأندية
أفترض أن الوقت حان لكي يكون هناك توجه فعلي نحو تفعيل الجمعيات العمومية في الأندية، تفعيلاً يقصد به إشراك الجمهور في اختيار من يأتمنونه على رئاسة أنديتهم بدلاً من جمعيات معلبة توغر الصدور، أو تكليف لا يغنى ولا يسمن من إقناع مدرج. فتشوا في قائمة الأندية الحالية في الممتاز والأولى، كم هي الأندية التي عقدت جمعيات عمومية رسمية شارك فيها حاملو بطاقة النادي ويحق لهم التصويت، وكم هي الأندية التي لا تزال ترزح تحت وطأة التكليف الذي يسير الأمور الآنية، ولا يخطط لمستقبله. أجزم أن عقود الرعاية وموارد الأندية المتضاعفة عاماً بعد آخر تحتاج حالياً لخطوات إضافية متسارعة من أجل استمرار تحويل الفرق الكروية إلى كيانات تجارية حقيقية في تطبيق واقعي لشروط الاتحاد الآسيوي، وأعتقد أن وجود إدارات منتخبة يعزز من هذا التوجه، ويوفر الكثير من التطمينات للراغبين في الاستثمار داخل الأندية في ظل عدم ثبات رؤسائها وعدم وضوح استمرارهم من عدمه، ما يوجد اختلافا في السياسات بين إدارة وأخرى ربما تكون ضحيتها استثمارات الأندية التي تجاوزت الملايين حالياً، وتتضاعف عاما بعد آخر. أزعم أن من المناسب أن تنظر القيادة الرياضية حالياً في إصدار قرار تاريخي من شأنه أن ينقل الرياضة السعودية إلى مراحل متقدمة تنظيمياً يتمثل في حل جميع إدارات الأندية في الممتاز والأولى مع نهاية الموسم على أن يتم عقد الجمعيات العمومية في تاريخ موحد لكافة الأندية المعنية فور انتهاء الموسم الرياضي، ولمدة أسبوع على أن يتم الإعلان عن أسماء الفائزين في الانتخابات مباشرة، وثم أسبوع آخر لتقبل الطعونات في النتائج، والبت فيها، ومن ثم المصادقة على أسماء الفائزين في الانتخابات رسمياً ليسمح لهم بالعمل خلال فترة الصيف كاملة وترتيب ملفات إدارتهم، شريطة تحديد موعد مبكر يسمح للراغبين في التصويت بالحصول على بطاقة النادي من الآن، ويتم استثناؤهم من شرط إتمام العام الكامل للتصويت. أعتقد أن خطوة مثل تلك من شأنها أن تسمح بتوفير ثقافة انتخابية للوسط الرياضي، كما أنها ستنجح في توفير موارد مالية مجزية نتيجة الاشتراك في بطاقات النادي، وستعطي مؤشرا واضحا على عدد أعضاء النادي ما يفتح باب التنافس للتأكيد على جماهيرية الأندية. والنقطة المهمة في هذا الموضوع أنها ستضمن لرؤساء الأندية غياب الأصوات المعارضة التي تظهر بين وقت وآخر، في ظل أنها اختيارهم كان وسط قناعة مدرج، وبشكل انتخابي حر ونزيه، وتم فيه تنصيبهم رسمياً بأصوات المشجعين الراغبين، وليس بأصوات أعضاء الشرف الأوصياء على بعض الأندية الذين فرضوا رؤيتهم على الأندية لسنوات، ورفضوا قبول ثقافات أخرى وشخصيات جديدة ترغب في خدمة أنديتها التي تنتمي لها، وبالتالي إضاعة روافد فكرية ومالية للنادي هو في أمس الحاجة لها. إجمالاً جميل أن يبقى من يستحق أن البقاء، في عملية تتم فيها تقدير إرادة الجمهور الذي هجر المدرجات، وربما سيهجر متابعة ناديه، وبعدها نعلن الإفلاس الحقيقي لكرتنا.