النصر إفلاس في كل شيء
داخل أروقة نادي النصر أمور غريبة لا تحدث في أي ناد آخر، لن أتطرق لجملة الأمور التي يعاني منها الفريق “الخمسيني”، ولكنني سأتحدث عن الأمر الأكثر تأثيراً في مسيرته أخيراً، وسأقول كلاماً أجزم أنه سيغضب البعض خصوصاً أعداء الحقيقة ممن يسيرون في طريق مواز مع المنطق، أو لدى هواة “كل شيء تمام”.
في النصر غياب كبير لأعضاء الشرف أو تغييب وكلاهما يقبل الواقع، أتساءل متى كان آخر اجتماع شرفي أصفر؟، وما هي نتائج هذه الاجتماع؟.
النصر النادي الوحيد الذي لم يشكو يوماً من تخمة خزانته، وهو الذي يضم في قائمة عضويته الشرفية عشرات الأعضاء من الأسماء ذات الثقل الاجتماعي والمالي الكبير، ولكن المحصلة لا تتجاوز: لم يدفع أحد.
أزعم أن أي فريق ينوي العودة إلى المنافسة على البطولات لا يجب أن يكون استعداده على طريقة “مش حالك”، أو “الجود من الموجود”، كما هو حاصل في النصر حتى أن تدعيم صفوفه بلاعبين محليين هذا الموسم كان هشاً وضعيفاً ولم يكن وفق نظرة فنية ثاقبة، أو بمعنى آخر كان بـ”البركة” التي لا بركة فيها.
لماذا يبقى النصر النادي السعودي الكبير المستثنى من مرجعية شرفية ومادية ذات كلمة مسموعة وقبول لدى جميع أنصار النادي، وتكون قادرة على إعادته إلى وضعه الطبيعي، وكأن قدر جماهيره أن يبقى ناديهم بلا كبير يعيد إليهم وهجهم الذي افتقدوه منذ عشر سنوات عجاف، هذا فقط على مستوى كرة القدم، أما بقية الألعاب فهي في آخر اهتمامات الإدارة النصراوية التي لم تستطع حتى الآن السير بالفريق الكروي لبر الأمان لتلتفت إلى بقية الألعاب المهمشة.
في النصر أمور كثيرة لم يعد لها وجود واختفت تماماً ما عدا الجماهير التي رغم تضاعفها لم تجد من يعمل لإرضائها باستثناء عضو الشرف “الخالد” الذي تفوق بجهده الذاتي على مجلس إدارة بأكلمه، وأصر أن يبقى بعيداً عن الأضواء.
في النصر لم يعد وجود للالتفاف الشرفي إذ إن آخر اجتماع مثمر كان قبل سنوات، كما أن عدد النجوم الكرويين الحقيقين أصبح شحيحاً، وبات عددهم شبيهاً بعدد ناطحات السحاب في مدينة الرياض، والأدهى أن العلامة الفارقة داخل أرض الميدان، وهي روح النصر أصبحت أثراً بعد عين، ولن تكون موقعة الاتفاق الأخيرة سوى شاهد على فقدان هذه الروح.
ستظل المكابرة في النصر سبباً لعدم عودة النادي لسابق عهده، فإياك أن تصف الصفقات المحلية بالمتواضعة، واحذر أن تحمل الإدارة مسؤولية خطأ عدم التعاقد مع محترفين مختلفين، ومحظور أن تتحدث عن خلافات شرفية، وممنوع أن تقول إن العاملين واللاعبين لم يتسلموا مرتباتهم منذ شهور، وستكون متهماً بأنك ضد النصر إن كنت تصف العمل الإداري الحالي بالمقنع، وسيظهر لك من عرفوا النادي قريباً ويتهمونك بالبحث عن المشكلات، وكأن الكتابة عن النصر يجب أن تكون حكراً عليهم أو أن تكون إيجابية خالصة.
النصر فريق بلا هيبة فنية، وهذا الحكم منذ عدة سنوات، لذلك ستتجرأ عليه جميع الفرق، وسينالون منه الجميع، وما سيحققه هذا الموسم إن استمر على وضعه الحالي سيكون استثناء في السوء.
إجمالاً يقول أحدهم وأجزم أنه صدق: “هناك طريقة واحدة لتكون مخلصاً، وألف طريقة لتكون أي شيء آخر”.