النصر وتصدير الهوان
جمهور النصر لم يختر رئيس مجلس إدارة ناديه هو وبقية الأندية السعودية، ورغم ذلك اختار هذا الجمهور أن يرفع البطاقة الحمراء في آخر ثلاث مواجهات للفريق في الرياض والقصيم وأخيراً في الخبر، ويبدو أنها لن تتوقف في ظل استمرار الرئيس الحالي في إشارة إلى المطالبة بإبعاد إدارة ناديه الحالية التي راوغت في تلبية بعض مطالب الجماهير والخاصة بتغيير النائب والمدير العام للفريق، والاستعانة بخبرات النادي السابقة في تجاهل للمطلب الرئيس، وهو رحيل الرئيس الحالي.
في النصر من اختار الرئيس هم مجموعة شخصيات تمثل مجموعة أعضاء شرف دعمهم السنوي للنادي لايكفي لجلب لاعب محلي لاتتجاوز كلفة التعاقد معه 10 ملايين، ورغم ذلك ظل موقفهم سلبياً في التعامل مع المصائب الإدارية التي أوصلت النادي إلى هذه المرحلة من الهوان، فيما العقد الاستراتيجي الذي يفوق الأربعين مليوناً من جلبه للنصر هو المدرج الكبير الذي يتم تجاهله، والاستمرار في تشويه صورته الزاهية.
من اختار إدارة النصر الحالية عليه أن يتحمل المسؤولية إما باستبدال الإدارة بمن هو أحق بها والقادر على تقديم مهرها أو إجبار الإدارة الحالية على تسديد ديون النادي التي تسببت بها، ومن ثم فتح صفحة جديدة معها مع ضرورة مراقبة عملها وتقييمها، وعدم ترك الحرية لها في تكرار أخطائها، لأن النصر يجب أن يبقى ملك محبيه وليس لشخصية وحيدة تمارس فيه العبث من دون أدنى رقابة أو محاسبة.
وإحقاقاً للحق الأخطاء في النصر متواصلة على الرغم من تعاقب الإدارات القليلة، لكن الإدارة الحالية توفرت لها فرص النجاح، ووجدت دعماً من كافة الجهات ذات العلاقة في البيت النصراوي، وأسهمت تصاريحها الحالمة ووعودها المستحيلة في ممارسة رفع سقف الطموحات الجماهيرية، وفي النهاية تقديم ناد لاهوية له، يعاني الهوان، وفقد احترام جماهيره قبل احترام جماهير الأندية الأخرى.
إجمالاً حديث بعض وسائل الإعلام غير الرياضية عن النصر وتصوير أوضاعه على أنها قضية رأي عام تستحق التوقف، خصوصاً أن التجمهر والاحتجاج أمام أبواب النادي ربما يفتح أبواباً لثقافة جديدة لم نعهدها في مجتمعنا سببها تجاهل مطالب جمهور رياضي يطالب بحقه في اختيار رئيس ناد يرى أن استمراره يضر ولاينفع، ويجب أن يحترم رأيه حتى لانفقده ونشاهد كما حدث قريباً عدد الحضور للمواجهات الدورية يصل إلى 38 مشجعاً، و»يا قلب لاتحزن».