صبراً (آل نصر)
يقول كبير هدافي آسيا وأسطورتها الكروية الأولى ماجد عبدالله في آخر أحاديثه الصحفية نهاية الموسم المنصرم إن نقده لعمل إدارة النصر لا يعد محاربة كما يصفه البعض، مشدداً على أن المحاربة لا تكون إلا للناجحين فقط، في إشارة إلى أن عمل هذه الإدارة لا تتوفر فيه مؤشرات النجاح، وهو رأي خبير في الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أن يكون خبيراً نصراوياً يعرف أدق التفاصيل فيه ربما أكثر من مسيريه الحاليين.
الحديث أعلاه كان تعليقاً عن الموسم الماضي، فيما الجاري لا يقل سوءا عن سابقه، ليست القضية في ثنائية الأهلي الأخيرة، ولا حتى في النقاط الثلاثة التي انتزعها حارسه خالد راضي من هجوم الرائد، إنما في جملة تحركات صفراء لا تغني ولا تسمن من بطولة.
أعي أن جمهور النصر يحلم ببطولة ـ وهو حقه المشروع- لكن تحقيقها يسبقه عمل فني وإداري يصنع هيبة للفريق لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث في ظل أن تعاقدات الأجانب تأتي بناء على توصية غير مختصين أو قناعات إدارية خالصة مفادها "حنا أبخص"، وبالتالي غاب تأثير العنصر الأجنبي في الفريق منذ رحيل الثلاثي سيزار وبوسكاب وتنيريو في 2003 وهو الموسم قبل الأخير لإدارة الرمز الراحل الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود.
صحيح أن هذا الثلاثي لم يحقق للفريق بطولة لكنه أسهم وبشكل كبير وواضح في صنع هيبة كروية افتقدها الفريق حتى الآن وضاعت خطى إداراته المتعاقبة في إيجادها.
في كل الأندية الكبيرة يتم الاعتماد على أبنائه بشكل كبير وتحديداً من ذوي الخبرة والكفاءة والتخصص في المشاركة في الاختيار وصنع القرار إلا النصر الذي يمارس إقصاء نجومه التاريخيين في إصرار على المكابرة والتأكيد على أن الفريق بدونهم سينجح، وهو ما لم يحدث وليس هناك مؤشر وحيد على أنه سينجح لذلك كسبت المكابرة وخسر النصر، فمثلاً رئيس النادي بعد خطئه الموسم الماضي في التفرد باختيار الجهاز الفني والأجانب ترك المهمة هذا الموسم لمعاونيه السلهام والقريني وهي المهمة التي أثمرت تعاقدات مع ثلاثي أجنبي متواضع الإمكانات غير قادر على النهوض بالفريق، ومسألة نهاية الارتباط به ستكون نهاية الفترة الأولى، ربما يقول قائل إن الحكم لا يزال مبكر ولم يراع فيه حاجتهم إلى الانسجام وحداثة التجربة مع المجموعة الحالية، لكن الرأي مبني على إمكانات واضحة لا تحتاج لوقت أو لانتظار حتى الفترة الشتوية، لكن استمرارهم للأسف بات قدرا وجب الإيمان به.
إجمالاً التعاقدات الأجنبية لا تقل تواضعا عن نظيرتها المحلية، والحراك الشرفي الأخير أجزم أنه لن يضيف لعمل إدارة ناد أقفلت آذانها عن الاستماع لنصائح محبي الكيان، بعد أن وعدت كثيراً وأخلفت أكثر، وقررت الاستمرار في مهمة تاريخية لناد عظيم وهي لا تملك أدوات لهذه المهمة الكبيرة، ولذلك صبراً "آل نصر" فإن موعدكم سادس الدوري.