ماجد المحلل والمشجع
يلقى العديد من الكتاب والنقاد الرياضيين أو ممن يمتهن الصحافة، ضغوطاً هائلة وانتقادات عنيفة ترقى أحياناً لحد اتهامهم بالتعصب وعدم الحياد.
وفي الغالب تظل تلك الانتقادات أسيرة للميول والأهواء في ظل غياب تعريف حقيقي للحياد الذي يجب توفره في ذلك الكاتب أو ذاك الناقد، وفي هذا الموضوع تحديداً يقول الدكتور هادي نعمان عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد "بالرغم من أن للصحافة مفهومها المهني، إلا أنها ينبغي ألا تكون حيادية، وقد يبدو من غير الممكن وصف العمل الإعلامي بالحياد، لأن هناك ميلاً باتجاه معين ينبغي أن يتضح في الإعلام، لذا فإن الإعلام عموماً له اتجاهاته، وليس هناك نشاط إعلامي مجرد من الاتجاهات بحيث يمكن أن ينفي الحيادية عن العمل المهني والصحفي والإذاعي".
وللأسف الشديد تختفي تلك الحماسة لدى الكثير حينما يتعلق الأمر بنجم كروي أو يكون موافقاً لأهوائهم وميولهم، وهو مدعاة للتشكيك في حقيقة تلك الانتقادات من جهة وعدم التجاوب معها من جهة أخرى.
خذ مثلاً.. النجم السابق للفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر والمحلل الحالي في القنوات الرياضية السعودية ماجد عبدالله الذي يتنقل ما بين الأستوديو التحليلي ومدرجات الجماهير النصراوية ويلقى كل ترحاب ولم ينكر عليه أحد ذلك التصرف الذي يتنافى في الواقع مع عمله كمحلل للقنوات الرياضية السعودية، وهو التصرف الذي كان سبباً مباشراً في تزايد الأصوات الهلالية المطالبة بإبعاد ماجد عبدالله عن الأستوديو التحليلي في كافة المباريات التي يكون فريقهم الهلال طرفاً فيها.
وهي مطالب مشروعة من وجهة نظري تستوجب الالتفات لها من قبل المسؤولين عن القنوات الرياضية السعودية لتكون ترجمة حقيقة لشعارها (قنوات الوطن) على أرض الواقع.
أسوق هذا المثل غير المهم بالنسبة لي ولا يعنيني ولكن لأسترجع شريط الذاكرة قليلاً خاصة وأننا في آخر يوم من العام 2013م لأقف عند غضب وحنق كثيرين من بينهم ماجد عبدالله نفسه على الإعلام المتعصب الذي منشأه المدرجات ويجيز لنفسه أن يكتب في الصحافة ويتحدث في التلفزيون وهو ما يجيزه الآن ماجد لنفسه بعد أن تحول تقريباً إلى إعلامي يفترض فيه الحيادية وأن يطبق ما كان يطالب به غيره.
المجانين على حق
غضب (المجانين) في مدرجات الأهلي له ما يبرره، والمطالبة بإبعاد المدرب بيريرا أيضاً منطقية في هذا الوقت بالذات، والفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي أصبح صيداً سهلاً لكل فرق الدوري ولم يتبق للأهلاويين سوى الاسم فقط.
فهل يتحرك الأهلاويون أم يواصلون الفرحة ويكتفون بـ(البيانات) فقط والتي لا تسمن ولا تغني من جوع؟.