بيان الأهلي الدوافع والحقيقة
من حق النادي الأهلي وإدارته التظلم من القرارات التحكيمية لفريقهم الأول لكرة القدم، ومن حقهم أيضاً إصدار البيانات الواحد تلو الآخر في أي وقت شاءوا، وادعاء المظلومية والمطالبة بالإنصاف وتحقيق العدالة، هذا حق مشروع ولا جدال فيه.
ولكن البيان الأهلاوي الأخير ذهب إلى ما هو أبعد وبكثير من الشكوى والتظلم من حال الحكام في دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين إلى المطالبة بإعادة تشكيل لجنة الحكام الرئيسية برئاسة الحكم الدولي السابق عمر المهنا، واصفاً إياها بالفشل وعدم القدرة في التعامل الأمثل مع حكامها والتقليل من أخطائهم.
وأعتقد أن الإدارة الأهلاوية تعلم قبل غيرها استحالة الاستجابة لمثل هذه المطالب، ولو كان الأمر كذلك.. فكم من مرة سيتم فيها إعادة تشكيل لجنة الحكام.. وكم عدد الرؤساء الذين سيتولون أمرها في كل موسم؟
هذا أمر.. والآخر هل إعادة تشكيل اللجنة أو حتى الإطاحة برأس عمر المهنا سيكون الحل والسبب في تقليل أخطاء الحكام في المباريات والحد من أضرارهم التي طالت على الأرجح غالبية الفرق دون استثناء.
ويحسب للبيان الأهلاوي رصده المفصل والدقيق لما يعتبره تجاوزات تحكيمية بحق الفريق الأول لكرة القدم بغض النظر عن مدى واقعيتها أو عدم ذلك.. وإن كنت ميالاً للقول إن توقيت إصدار البيان لم يكن موفقاً.. حيث أعقب الخسارة من الاتفاق مباشرة وهذه المباراة كما شاهدها الجميع خلت من الأخطاء المؤثرة والخسارة فيها مستحقة، وهو ما يقلل من أهمية البيان ويعطي دلالات أخرى تفرغه من الغرض الحقيقي لإصداره.
والبعض فهم أن الإدارة الأهلاوية تسعى لامتصاص الغضب الجماهيري وتحويل (البوصلة) إلى جهة أخرى غيرها ومن أجل ذلك أصدرت بيانها العاصف تجاه المهنا ولجنته.. هذا أولاً.
ثانياً: يرى كثير من النقاد والمتابعين تناقض ما حواه البيان مع التعاطي الفعلي للإدارة الأهلاوية والتي لم تبرهن بالفعل من تضرر فريقها الأول لكرة القدم من الحكم المحلي وهي التي لم تستخدم حقها القانوني باستدعاء صافرة الحكم الأجنبي ولا مرة واحدة من أجل التقليل من الأضرار الناجمة من الحكام السعوديين.
وهناك أيضاً من يربط مثل هذه البيانات ويجعلها مؤشراً على تردي الأوضاع في الأندية التي دائماً ما تسعى للهروب من واقعها بافتعال المشاكل الجانبية مع جهات أخرى علها تنجح في التخفيف من الضغوط الجماهيرية، وبالتأكيد أن أنصار هذا الرأي يملكون شواهد حقيقية تثبت صحة ما ذهبوا إليه، والجميع بلاشك مازال يتذكر البيانات المتتالية التي كان يصدرها نادي النصر في زمن كان فيه الفريق الأول لكرة القدم يتأرجح (حبة فوق وحبة تحت)، وأيضاً البيانات المتلاحقة للاتحاديين هذه الأيام والتي جاءت متزامنة مع السوء الذي أصبحت عليه حال الفريق الأول لكرة القدم بالنادي.